مع إنتشار فيروس “كورونا” بشكل كبير، وتطورّه وإختلاف الأعراض بين المرضى، بات المصابون يلجأون الى مختلف أنواع الوصفات الطبيّة، ربما التي يشاهدونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى التي يزودهم بها مريض أخذها لتكون الدواء للكورونا دون سؤال طبيب أو معرفة التداعيات الخطيرة على أجسامهم في حال تمّ تناولها…
طبعاً “كورونا” ليست مزحة ولا هي فيروس عادي كما كان يجري الحديث عنه، فاليوم من تجاوز السبعين كما إبن العشرين قد يُصاب بالعدوى ويشفى كما قد يعاني البعض من مضاعفات ربما تودي بحياتهم… والحلّ الوحيد هو معرفة كيفية مواجهة هذا الوباء والأهمّ تناول العلاج بناء على إستشارة طبيّة وليس عبر وصفات عشوائية قد يكون لها تأثيرا جانبيّة.
Antibiotics خطير
يروي الطبيب وليام معوّض كيف أن مريضة لديه اصيبت بالوباء، والدواء الذي إستعملته كان بناء على وصفة طبّية أعطاها الطبيب لقريبة لها اصيبت “بالكورونا”، معتبرا أن “الخطير أن هذه الوصفة تتضّمن مضادات حيوية لا يمكن تناولها عشوائياً، لأنّها اذا أخذت في غير مكانها تخفّ المناعة في الجسم”. بدوره مدير مستشفى البوار الحكومي الطبيب اندريه قزيلي، لفت عبر “النشرة” الى أن “الكورونا” هو فيروس وبالتالي لا يُجوز للمريض أن يتناول المضادات الحيوية في حال اصابته به”، مشيرا الى أننا “نستعملها في حالات أخرى ومتى احتجنا لذلك، واذا كان المريض قد تناولها مسبقا قد لا يتجاوب الجسم معها”.
أدوية لا يجب استعمالها
“سمعنا الكثير عن أدوية إستعملت لعلاج الكورونا كـZithromax وHydroxychloroquine وRemdesivir، ولكن يجب معرفة أن جميعها لها مضاعفات”. هذا ما يؤكده الطبيب قزيلي، لافتا مثلاً الى أن “Hydroxychloroquine يؤثّر على ضربات القلب وتبيّن أنه لا يفيد، Remdesivir تبيّن في إحدى الاوقات أنه يمكن أن تخفيف العوارض، ولكن إذا كان وضع المريض صعبا فهو لا يفيد أبدا”، مشدداً على أن “وكيل هذا الدواء أبلغنا أن سعره 730 ألف ليرة على الرغم أنّه غير موجود، وإذا أردنا الحصول عليه فإنه متوفّر في إحدى الصيدليات التي وصل سعر الحبة فيها الى الألف دولار”، (حسب قول الوكيل).
هنا يشير الطبيب ويليام معوّض الى أن “أغلب الأدوية تحتاج الى وصفة طبيّة ولكن العديد من الصيدليات تقوم ببيعها من دونها”، معتبرا أن “الدواء للكورونا هو علاج بحسب العوارض، وهناك بعض المصابين لا يحتاجون الى أي دواء، فيما غيرهم يحتاجون الكثير، لذا يجب ان يتابع الطبيب كلّ حالة”.
Vitamin ضروري
أما الطبيب أندريه قزيلي فيشير الى أننا “خلال مؤتمر عقدته نقابة الاطباء حول الموضوع التزمنا وصف Vitamin C وVitamin D والـZinc بدرجات معينة وهذه جميعها لتقوية المناعة، وفي بعض الأحيان Panadol، دواء للسعال إذا كان المريض يعاني منه وعليه مراقبة الاوكسيجين في الدمّ عبر Oxymetre وهو آلة تقيس نسبة أوكسيجين الدم، وإذا إنخفض عن 94 لدى الأشخاص العاديين أو عن 92 لدى المدخنين فهم حتما يحتاجون الى مستشفى”، مشددا على أن “المريض الذي لا يعاني من عوارض يُحجَر 10 أيام ومن يعاني من أعراض يخرج بعد أربعة عشر يوماً وطبعا مع وضع الكمامة وأخذ الحيطة”.
مشاكل اللقاح
يتحدّث أندريه قزيلي عن اللقاح المرتقب وصوله الى لبنان، ويقول “مشكلتنا أننا لا نعرف ما هي نتيجته رغم أن شركة “فايزر” أجرت دراسة على 22 ألف شخص ولذا يتم التوقيع على ورقة أن من يأخذه يكون على مسؤوليته”، مضيفاً أنّ “تخزينه في لبنان صعب أيضا، وطبعاً كلما تقدمنا في الوقت وأجرينا تجارب جديدة سنكتشف المزيد، وطبعا ستظهر عوارض جديدة”، مشددا على أن “الـ22 الف الذين أجرت عليهم “فايزر” التجارب حصلت معهم عوارض خفيفة”.
إذاً، جنون “كورونا” أثّر على الناس فباتوا يتمسّكون بأيّ دواء دون معرفة إذا كان مفيدا أولا… لأن الأدوية العشوائية تزيد من خطر الموت للمصابين بالكورونا!.