إضراب لمحاولة النجاة بـ”جامعة وطن”

بلغ مسرح العبث في قضايا الجامعة اللبنانية ذروة سنامه على أيدي من يتجاذبون السلطات بين مُعطّل ومُبادر ومُناور، في سياسات حدّت من تطوّرها باليُمنى، ودمّرتها بقبضة التحازب والتحاصص باليُسرى. ومع إطلاق مشروع الموازنة المقدم إلى رئاسة الحكومة، لا تجد رابطة الأساتذة المتفرغين من حيلة للنجاة سوى عبر “إضراب” لاذع، على نحو يعكس قلقهم على “الوطن” وما تبقى لمواطنيه من “وجهة علم جامعة”… ناهيك عن الشعور المُثقل باللاقيمة أو اللاتقدير، وفقدان الثقة، وضبابية المستقبل.

مئة ألف طالب في مهب انهيار الوطن واقتصاده، واوضح رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية د.يوسف ضاهر لـ”نداء الوطن” أنه ومنذ أكثر من 7 أعوام، و”الجامعة اللبنانية تتأهب على سوء ما يُرام لها من مصير كئيب، ولطالما حذرنا من الوصول إلى ما وصلنا إليه اليوم من وضع يقوم به ممثلو الوزارة بالتفاوض الشكلي معنا على آخر ما تبقى لنا من حقوق مكتسبة بذريعة صندوق النقد الدولي. أضف إلى أنه لا يمكننا الوثوق بسلطة نكثت بالاتفاق الذي عقدته معنا كرابطة بتاريخ 28-6-2019 والذي نصرّ على تنفيذه كاملاً بحذافيره.

وأردف: “بات صندوق النقد الدولي أداة النظام القمعي المستهتر بنا وشمّاعته الغليظة التي تؤدب بها السلطة رجال علمها وتهدر ثرواتهم الفكرية، ومؤسسة يتلطون خلفها لضرب أهل العلم والقضاء على ما تبقى من طبقة متعلمة!… سبق وأعلنا، ونكرر استمرارنا في الإضراب الشامل في الجامعة اللبنانية، خلال الأسبوع المقبل (8-14 شباط) على أن يكون إضراباً مفتوحاً إذا لم تحذف المواد التي طالبنا بحذفها أو استثناء الجامعة نهائياً منها.

“ولربما أفضل ما حفلت به أيام الأسبوع “الإضرابي” المنصرم، هو تضامن تكتل الطلبة مع مطالب الأساتذة وهجاؤهم للنموذج التخريبي الجارية بلورته كمصير لا مفر لنا منه، وذلك من ضمن مسلسل ضرب الجامعة منذ سنوات وسلسلة الانهيارات في كافة القطاعات في لبنان مؤخراً” بهذه الكلمات شرح الدكتور باسل صالح كيف يتم من باب ضرب الوظيفة العامة والقطاع العام ضرب مجتمع كامل ومؤسسة بنيوية من المفترض أنها تغذي المجتمع وتقوده. فمشروع الموازنة غير الرؤيوي لا يلغي حقوق الأساتذة المكتسبة وحسب، إنما فيه إعلان حرب تجويع وإفقار على الشعب اللبناني”.

مصدرنداء الوطن - مريم مجدولين لحام
المادة السابقةمع بداية الأسبوع.. ثبات في سعر الدولار لدى الصرّافين
المقالة القادمةالإقفال يفتح شهيّة التجّار ويمهّد لرفع الدعم: “العيشة كل يوم بيومه”