في إطار مشروع «فرصة»، المموَّل من وزارة الخارجية الهولندية، أقامت جمعية «مرسي كور» ومصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، في صور، مشتلاً لإنتاج الأشجار الاستوائية، تحت اسم «حقول أمهات الأشجار»، في مركز مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية.
وهذا المشروع هو الأول من نوعه في لبنان، وهو يساهم في إنتاج الأشجار الإستوائية، موفّراً على المزارعين عناء استيرادها من الخارج.
على إثره، تمّ بناء خيمة زراعية على مساحة بلغت 1200 متر، داخل مساحة 5 ألاف متر، قدّمتها وزارة الزراعة ليُنفّذ عليها المشروع. وتمّ تجهيزها بمواصفات تتناسب مع زراعة الأشجار الاستوائية وتطعيمها.
في هذا الشأن، شرح عضو تجمّع مزارعي الجنوب، المهندس الزراعي علي دبوق، لـ«الأخبار»، عن أهمية المشروع النموذجي الذي يهدف إلى تعزيز الإنتاجية بالزراعات، لاسيما تلك التي تؤمّن مردوداً عالياً، وتساهم في التصدير، في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي نشهدها.
وأضاف: «من أنواع الاشجار المنتجة في المشتل، والتي تستهدف صغار المزارعين: الأفوكا والموز والمانغا. ونحن نطمح إلى أن نعزز هذه الزراعات ونقوّيها، إلى جانب بعض أصناف الحمضيات».
وتابع دبوق: «الغاية من المشروع هي التوجه إلى إنتاج شتول مؤصّلة، بأسعار تشجيعية، حيث قد يصل سعر الشتلة إلى 20 دولاراً لدى استيرادها من الخارج»، لافتاً إلى أن المُزارع سيحصل عليها بتكلفة أقل بكثير، في ظل تضخّم العملات الأجنبية، وتدني سعر الليرة.
وبسبب عدم قدرة المزارع على شراء هذه الأصناف المستوردة، بادر تجمّع مزارعي الجنوب، ووزارة الزراعة، واتحاد بلديات قضاء صور، ومصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، إلى تأمين هذا المشتل، الذي يُنتج الشتول المؤصّلة من الأشجار الإستوائية بسعر الكلفة، وبنوعية أشجار مؤصّلة خالية من أي مرض.
وفي السياق، أكد دبوق أن: «بذلك، نحن نعطي ثقة أكبر للمزارع بهذه الأشجار. إنها فرصة مهمة، ونطمح إلى الوصول مستقبلاً إلى مرحلة زراعة الأنسجة، لأنّ تعزيز الأمن الغذائي يبدأ من الزراعة». كما دعا دبوق إلى توفير الدعم اللازم للزراعة وتطويرها، قائلا: «نحن في لبنان لدينا الخبرات والمؤهلات لنصل إلى الاكتفاء الذاتي، ولإيصال منتوجاتنا إلى كافة انحاء العالم».