تسجل سوق مستحضرات التجميل نموا ملحوظا، كما لو كان كوكبنا أصبح كوكب “عشاق” العناية بالبشرة.
لكن، من هم أبرز المؤثرين في هذا القطاع؟ وما هو “الجمال الكوري”؟ وما هي المنتجات التي تسجل رواجا كبيرا بالمتاجر؟
ترصد سمانثا فينويك، الصحفية المتخصصة في الشؤون الاستهلاكية لبي بي سي، الظاهرة من خلال نقاط العرض التالية.
نمو هائل بفضل وسائل التواصل الاجتماعي
سجلت سوق مستحضرات التجميل عام 2018 ما قيمته 13.5 مليار جنيه استرليني، بزيادة بلغت نسبتها نحو 17 في المائة في السنوات الخمس الماضية، ويرجع سبب نمو المبيعات إلى حد كبير إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي.
وينشر بعض المشاهير مقاطع فيديو تدريبية عبر شبكات التواصل، فضلا عن صور على تطبيق إنستغرام، ومقاطع فيديو على موقع يوتيوب، تظهر كيفية وضع مستحضرات التجميل بغية الوصول إلى درجة الجمال المرغوبة.
ويدعم معظم هؤلاء المشاهير المنتجات التي يستخدمونها، وأحيانا ينتقدون المنتجات التي لا يحبونها.
أبرز المؤثرين في قطاع التجميل
يعد جيفري ستار، في لوس أنجيليس، واحدا من أكثر الشخصيات المؤثرة في مجال التجميل.
وتشير تقديرات مجلة “فوربس” إلى أنه حقق مكاسب بلغت 14.5 مليون جنيه إسترليني عام 2018 من موقع يوتيوب، وهو واحد من أعلى نجوم وسائل التواصل الاجتماعي أجرا في العالم.
وكان جيفري ستار قد انضم إلى يوتيوب عام 2006 بعد أن أصبح الشخص الأكثر متابعة على موقع “ماي سبيس”.
وبدأ نشر مقاطع فيديو بشأن وضع مستحضرات التجميل، وسرعان ما أصبح شخصية مشهورة بفضل مظهره الفريد.
ويمتلك جيفري ستار حاليا شركة لمستحضرات التجميل، وتقدر فوربس مكاسبها السنوية بنحو 100 مليون دولار.
وقال في سلسلة تغريدات حديثة إن إحدى العلامات التجارية عرضت عليه مؤخرا مبلغ 165 ألف دولار لاستخدام أحد منتجاتها في مقاطع فيديو خاصة به.
دعم المشاهير
تشير أبحاث أجراها خبراء تحليل السوق الاستهلاكية إلى أن 82 في المائة من المستهلكين في بريطانيا يقولون إنه ليس من الواضح دائما متى تحصل شخصية مؤثرة على أجر لترويج منتج معين.
كما أظهر استطلاع رأي شمل أكثر من ألف متسوق أن 54 في المائة من المشترين لمستحضرات التجميل من عمر 18 إلى 34 عاما يتأثرون بالمشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولا تقف المكاسب عند الشخصيات المؤثرة التي تملك ملايين المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يستفيد أيضا من يطلق عليه اسم “المؤثر الأصغر”.
وكان خبير مستحضرات التجميل البريطاني “إم إم إم ميتشيل” قد ظهر في فيديو لجيفري ستار، وحصد 100 ألف متابع على إنستغرام في يوم وليلة.
ولدى ميتشيل حاليا 800 ألف متابع، كما يحصل على مستحضرات تجميل من مئات العلامات التجارية على أمل أن يستخدمها في إحدى مشاركاته على وسائل التواصل.
ويقول ميتشيل :”طلبت مني شركات كثيرة جدا أن أتعاون معها”.
ويضيف : “كلما زاد عدد المتابعين، انفتحت لك أبواب كثيرة، وهذا يحفزني أكثر لزيادة عدد المتابعين لي. كما أبذل قصارى الجهود لأحظى بثقة المتابعين”.
يروج خبراء وضع مستحضرات التجميل على وسائل التواصل الاجتماعي، على إنستغرام، لاستخدام الكثير من المستحضرات، بحسب تعبير ميتشيل.
لكن خبيرة مستحضرات التجميل الشهيرة بوبي براون، التي باعت علامة تجارية تحمل اسمها في عام 2016، تقول إن هذا قد لا يكون الشيء الأكثر إغراء في المجال.
وتضيف أنه من الصعب تحديد شكل جيد وأن تبدو جيدا باستخدام الكثير من مستحضرات التجميل، إلا إذا كنت مدربا بشكل خاص، وتسلط عليك أضواء صحيحة في جميع الأوقات.
وتقول بوبي: “الضوء الطبيعي لا يرحم”، وهي لا تزال تفضل النظرية الموثوق بها الداعية إلى وضع أقل مستحضرات تجميل لإظهار “الجمال الطبيعي” للمرأة.
منتجات العناية بالبشرة تحقق رواجا
ربما تكون بوبي براون، بخبرتها التي تصل إلى نحو 30 عاما في المجال وبعد نشر ثمانية كتب باسمها، على حق بعض الشيء.
وبالفعل على مدار العامين الماضيين كان الاتجاه هو وضع الكثير من مستحضرات التجميل، لكن في ذات الوقت تحقق مبيعات منتجات العناية بالبشرة لإكسابها الجمال والنضرة رواجا أيضا.
أصبحت العلامة التجارية للعناية بالبشرة “أورديناري” واحدة من أكثر العلامات التجارية شعبية، وتقول إنها تبيع مكونات العناية بأساس البشرة بأسعار أرخص مقارنة بالعلامات التجارية الفاخرة.
وتبيع الشركة منتجا واحدا كل ثانية، وتقول إن كل طلب بيع آخر من جانب شركة “إيه إس أو إس” لبيع التجزئة على الإنترنت يضم حاليا منتجا واحدا على الأقل من منتجات الشركة.
الاهتمام بـ”الجمال الكوري”
يروج ما يعرف بـ”الجمال الكوري” فكرة العناية ببشرة نضرة، وقد أصبح اتجاها كبيرا لدى مستهلكي مستحضرات التجميل في الدول الغربية.
وبدأ هذا الاتجاه في كوريا الجنوبية، حيث يجري تعليم الناس، ومعظمهم من النساء، من سن مبكرة كيفية العناية بالبشرة، الأمر الذي يجعلها تبدو جيدة وصحية لدرجة أنه لا توجد حاجة لاستخدام مستحضرات تجميل.
وتعد الكثير من منتجات “الجمال الكوري” جزءا من مجموعة مكونة من 12 خطوة تتضمن استخدام أمصال وزيوت وأحماض وأقنعة الوجه.
منتجات ذات طبيعة شخصية
انتهت فترة وضع مستحضرات تجميل بطريقة عامة، ونرصد في الوقت الراهن المزيد من المنتجات ذات الطبيعية الشخصية، سواء العطور، أو ظلال العيون، أو كريم الأساس.
وتعد أحد الأسباب التي تدفع شركات التجميل إلى تطوير منتجات ذات طبيعة شخصية، هي أنها قادرة على تلبية احتياج جميع ألوان البشرة.
وإذا طرحت أي شركة في السوق حاليا مجموعة من المنتجات التي لا تلبي احتياج جميع ألوان البشرة، فسوف تتعرض لانتقادات شديدة.
وتقول شركات، مثل “لوريال”، إن تخزين العديد من ظلال الأساس المختلفة على رفوف المتاجر أصبح أمرا بالغ الصعوبة، وهي مشكلة تأمل حلها من خلال تقديم منتجات ذات طبيعة شخصية للمرأة.