لا داعي لأن نقول أن ما مرّ على لبنان في العامين الماضيين هو الأسوأ منذ ماقبل الحربين العالميتين الأولى والثانية. نمط حياة اللبناني تغيّر نتيجة عدّة عوامل، أهمها إرتفاع سعر صرف الدولار وإنعكاسه على القدرة الشرائيّة، خصوصاً وأن الأجور في لبنان تُدفع بأغلبيتها الساحقة بالليرة اللبنانية. في مقابل هذا نجد أن لبنان على موعد مع صيف واعد نتيجة قدوم المغتربين من جهّة وقيام اللبنانيين بسياحة داخليّة، وبين هذا وذاك برزت ظاهرة إعتماد “بيوت الضيافة” كبديل عن الفنادق لدى البعض!.
“بيوت الضيافة” أو Guest House إنتشرت في كلّ مكان، وهي واحدة من الأمور التي طوّرت السياحة. وفي هذا الاطار يشير المسؤول عن بيت الضيافة “دماسك روز” في جونيه والذي فضّل عدم ذكر إسمه، إلى أننا “حولنا المنزل منذ ثلاث سنوات الى بيت ضيافة بعد أن كان للعائلة”، لافتاً الى أن “عددا كبيرا من الأشخاص يتفاجأون عندما يحضرون إذ يتوقعون رؤيةReception فيجدون منزلاً يستقبلهم فيه أهله ويشعرون وكأنّهم في منزلهم لا في فندق”
هذا البيت يتألّف من 13 غرفة، ويرى المسؤول عنه عبر “النشرة” أنه “ورغم أن الوضع في لبنان مُزرٍ، إلا أن هناك أشخاصا يحضرون ويطلبون المنامة لدينا خصوصاً وأن الأسعار لا تتعدى الخمسين دولارا لليلة أيّ مليون ليرة”.من جهّة أخرى، هناك جمعيات حوّلت مراكزها الى “بيت ضيافة” للحصول على مدخول للإستمرار بالمشاريع التي تقوم بها، وهذا ما فعلته الجمعيّة اللبنانية للحفاظ على صور، التي تقوم بصنع الحرفيّات. ومن أجل الإستمرار في المشروع التي قامت به أنشأت البيت Les Ateliers de Tyr. ويلفت المسؤول عنه علي الرفاعي الى أننا “حوّلنا المكان الى بيت للضيافة منذ ثلاث سنوات، وهناك إقبال، فالكثير من الأشخاص باتوا يفضلون المنامة في هكذا أمكنة أكثر من النوم في الفندق”، مؤكدا أن “أي فرد أو عائلة تقصد البيت تشعر وكأنها في منزلها”، مضيفاً: “الإقبال هو بمجمله من اللبنانيين الذين يتوافدون من مختلف المناطق”.
يشير علي رفاعي عبر “النشرة” الى أن “وجود خمس وحدات للنوم وفي كلّ منها أكثر من سرير بحسب الطلب”، مشيرا الى أن “السعر هو 50$ للشخصين حسب سعر الصرف في السوق الموازي”، ومشددا في نفس الوقت على أن “ليس هدفنا من هذا المشروع الربح بل تمويل المشاريع التي تقوم بها الجمعية اللبنانية للحفاظ على صور”.
بدوره نقيب أصحاب الفنادق بيار الاشقر، يشير عبر “النشرة” الى أن “السياحة داخل لبنان أصبحت أساسيّة وموجودة”، لافتا الى أنه “كان هناك 700 الف لبناني يسافرون الى الخارج سنوياً سابقًا، وحالياً هذا الامر غير ممكن، فاستبدلوا السفر بالسياحة الداخلية”، واللجوء الى بيوت الضيافة للمنامة هي واحدة من الأمور المعتمدة حالياً في هذا الظرف الذي نمرّ به”. للأزمة التي نمرّ بها سلبيّات عديدة، ولكن لها إيجابياتها التي جعلت من اللبناني يبتكر مخارج جديدة هي معروفة في الغرب سابقًا لكلفتها المقبولة نسبيًّا.