أثار إعلان شركة موديرنا في وقت سابق من هذا الأسبوع عن التوصل للقاح فعال بنسبة تتجاوز 94% لعلاج “كورونا”، الآمال العالمية في إيجاد حل للوباء الذي أودى بحياة أكثر من 1.3 مليون شخص.
ومع استمرار انتعاش الأسواق بالتوصل للقاح، سرعان ما تحول الاهتمام إلى المسائل العملية نظراً للتحدي اللوجستي غير المسبوق الذي يشكله إنتاج اللقاحات وتوزيعها، إذا ما حظيت بالموافقة التنظيمية النهائية، على سكان العالم البالغ عددهم حوالي 7 مليارات نسمة.
وينبغي إنتاج اللقاحات ونقلها في ظروف محددة (وباردة) وإلا فقدت فاعليتها؛ ما يشكل تحدياً كبيراً لصانعي الأمصال عالمياً.
ووفقاً لشبكة “CNBC”، فقد اشتركت شركة لونزا السويسرية لصناعة الأدوية مع موديرنا بهدف إنتاج 400 مليون جرعة من اللقاح سنويًا.
وتستهدف الشركة الأميركية الحصول على ما بين 500 مليون إلى مليار جرعة في المجموع لعام 2021، وسيتطلب جرعتين لكل شخص وهو ما يضع عامل الوقت أمراً هاماً للوصول لعلاج يكفي لكافة سكان الأرض.
وسوف تنتج لونزا مكونات داخل لقاح موديرنا، الذي يطلق عليه رسميًا اسم MRNA-1273، في مصانع في الولايات المتحدة وسويسرا، حيث يقع مقرها الرئيسي.
تحديات كبيرة
وشرح رئيس شركة لونزا، ألبرت بيهني، التحديات الكبيرة التي تواجه صانعي اللقاحات عندما يتعلق الأمر بزيادة الإنتاج.
وقال في حديث اطلعت عليه “العربية.نت” يوم الأربعاء، ” لا يمكننا إنتاج أكثر من 500 مليون جرعة سنوياً إلا إذا قمنا بتركيب خطوط تصنيع إضافية، لذا من الواضح أننا بحاجة إلى استثمارات إضافية في التركيب إذا أردنا إنتاج أكثر من 500 مليون (سنوياً) في المستقبل”.
وحدد بيهني المزيد من التحديات لإنتاج اللقاحات التي كان على الشركة مواجهتها منذ الشروع في شراكتها مع موديرنا.
“هناك بعض القضايا، أولها هي السرعة. لقد بدأنا فقط قبل 10 أو 11 شهراً والآن ننتج الدفعات التجارية الأولى من مادة اللقاح في أمريكا الشمالية، ونخطط لأول دفعة من الحجم التجاري في غضون أسبوع أو أسبوعين في سويسرا، لذلك كانت السرعة تحدياً”.
حسابات معقدة
“التحدي الثاني هو العثور على العمّال. لكل خط التصنيع تحتاج 60 إلى 70 شخص ذو خبرة، مضيفاً لقد قمنا بتركيب أربعة خطوط تصنيع لذلك عليك التعرف على هؤلاء الأشخاص وتدريبهم”.
تتعقد الحسابات وترتبط مرة أخرى بالسرعة، حيث يجب أن تمتلك الوصول إلى المعدات، وتركيبها، ومن ثم اختبار منشأة التصنيع الخاصة بك، لذلك (هذه) تحديات كبيرة، وسيتم حلها كلياً أو جزئياً خلال عام.
وتابع، بيهني، إن درجة الحرارة، والحفاظ على اللقاحات باردة بما فيه الكفاية أثناء النقل، هو تحد كبير آخر.
يتطلب لقاح فايزر درجة حرارة تخزين من ناقص 94 درجة فهرنهايت، تعادل ناقص 70 درجة مئوية. وعلى سبيل المقارنة، قالت موديرنا يوم الاثنين إن لقاحها لا يزال مستقراً عند 36 إلى 46 درجة فهرنهايت – وهي درجة حرارة المنزل العادي أو الثلاجة الطبية – لمدة تصل إلى 30 يوماً. ويمكن تخزينها لمدة تصل إلى ستة أشهر في ناقص 4 درجة فهرنهايت.