كشف مسح أن اقتصاد منطقة اليورو حقق أداء أفضل من المتوقع في ديسمبر (كانون الأول) الجاري، على الرغم من أنه لا يزال منكمشاً على نحو طفيف؛ حيث كان للموجة الثانية من حالات الإصابة بفيروس «كورونا» وإعادة فرض إجراءات العزل العام تأثير أقل مما حدث في وقت سابق من العام.
وسجلت الصناعات التحويلية نمواً قوياً مدعومة بارتفاع الصادرات وانتعاش الأداء في ألمانيا؛ لكن قطاع الخدمات ظل متراجعاً بفعل إجراءات التباعد الاجتماعي.
وارتفعت القراءة الأولية لمؤشر «آي إتش إس ماركت» المجمع الذي يعتبر مقياساً جيداً لمتانة الاقتصاد، إلى 49.8 نقطة في ديسمبر، من 45.3 في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو ما يقل بقليل عن حد الخمسين نقطة الذي يفصل بين النمو والانكماش. وكان استطلاع أجرته «رويترز» قد توقع زيادة أقل بكثير إلى 45.8 نقطة. وتوقع استطلاع أجرته «رويترز» هذا الشهر انكماش الاقتصاد 2.6 في المائة هذا الربع.
وقفز مؤشر مديري المشتريات الذي يغطي قطاع الخدمات المهيمن على المنطقة إلى 47.3 نقطة من 41.7، متجاوزاً كافة التوقعات في استطلاع «رويترز» التي كانت تشير إلى زيادة متواضعة عند 41.9 نقطة. وسجل مؤشر التوظيف 49.4 نقطة، وهو ما يمثل انكماشاً، وإن كان أفضل من نوفمبر حين بلغ 48.2 نقطة.
وكانت المصانع أقل تضرراً من إجراءات العزل العام؛ حيث ظل كثير منها مفتوحاً، وقفزت القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات في قطاع الصناعات التحويلية إلى 55.5 نقطة من 53.8. وهو أعلى مستوى منذ مايو (أيار) 2018، ويفوق أيضاً كافة التوقعات في استطلاع أجرته «رويترز» وكان متوسط التوقعات فيه عند 53.0 نقطة. وصعد مؤشر يقيس الإنتاج ويغذي مؤشر مديري المشتريات المجمع إلى 56.6 نقطة من 55.3.
وفي سياق منفصل، كشفت بيانات الأربعاء أن الفائض التجاري غير المُعدل لمنطقة اليورو قفز على أساس سنوي في أكتوبر (تشرين الأول)، إذ حققت الصادرات أداء أفضل من الواردات في ظل التباطؤ الاقتصادي الناجم عن جائحة «كوفيد- 19».
وقال مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات) إن الفائض التجاري السلعي في تسع عشرة دولة بمنطقة اليورو بلغ 30 مليار يورو (36.6 مليار دولار) في أكتوبر، ارتفاعاً من 27.2 مليار قبل عام.
وانخفضت واردات منطقة اليورو 11.7 في المائة في أكتوبر على أساس سنوي، بينما تراجعت الصادرات تسعة في المائة فحسب.
وبعد التعديل في ضوء التقلبات الموسمية، سجل الفائض التجاري في أكتوبر 25.9 مليار يورو، ارتفاعاً من 23.7 مليار في سبتمبر (أيلول)؛ حيث زادت الصادرات السلعية المعدلة في ضوء العوامل الموسمية 2.1 في المائة على أساس شهري، بينما ارتفعت الواردات واحداً في المائة.
وقال «يوروستات» إنه على مدى الشهور الستة الأخيرة تعافت الصادرات أسرع من الواردات، ولهذا عاد الميزان التجاري لمستويات ما قبل الأزمة؛ لكن بالمقارنة مع فبراير (شباط)، وهو الشهر الذي سبق فرض إجراءات العزل العام لمكافحة «كوفيد- 19»، انخفضت الصادرات 6.2 في المائة، بينما تراجعت الواردات 7.4 في المائة.