مع ترقب الأوساط الاقتصادية كافة لما ستسفر عنه اجتماعات البنوك المركزية الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان هذا الأسبوع، تباينت تحركات أسواق المال، وإن اتسمت كلها بالحذر. وينصب تركيز السوق على تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الأربعاء، ورئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد يوم الخميس حول توقعات السياسة النقدية لاجتماعات سبتمبر (أيلول). واستقرت الأسهم الأوروبية قرب أعلى مستوياتها في خمسة أسابيع يوم الثلاثاء، وتصدرت أسهم شركات التعدين والسلع الفاخرة الرابحين بعدما تعهدت الصين بمزيد من الدعم لاقتصادها المتباطئ لكن النتائج المتباينة لأعمال الشركات حدت من المكاسب.
واستقر المؤشر ستوكس 600 الأوروبي دون تغير يذكر، بحلول الساعة 07:09 بتوقيت غرينتش، بعد صعود الأسواق الآسيوية بفضل مؤشرات على مزيد من إجراءات التحفيز التي ستركز على دعم الطلب المحلي في الصين. وقفز مؤشر قطاع التعدين 2.3 في المائة متصدرا الرابحين في أوروبا مع صعود أسعار المعادن بفضل آمال في تحسن الطلب من الصين. وارتفعت أسهم شركات السلع الفاخرة مثل «إل.في.إم.إتش» و«ريشمونت» أكثر من واحد في المائة لكل منهما. وقفز سهم «يونيليفر» 5.1 في المائة بعدما أعلنت شركة السلع الاستهلاكية العملاقة نموا أكبر من المتوقع لمبيعاتها الفصلية في الوقت الذي رفعت فيه الأسعار مجددا لتعويض ارتفاع التكاليف. لكن سهم «باير» انخفض 2.6 في المائة بعدما خفضت شركة الأدوية الألمانية تقديراتها لأرباح العام بأكمله وأعلنت خفض قيمة أصول بواقع 2.5 مليار يورو (2.8 مليار دولار).
وفي آسيا، أغلق المؤشر نيكي الياباني منخفضا، وتصدرت الخاسرين أسهم شركات التكنولوجيا ذات الثقل على المؤشر، إذ تأثر الإقبال على المخاطرة بالحذر قبيل قرارات الفائدة. وانخفض نيكي 0.06 في المائة ليغلق عند 32682.51 نقطة، وذلك بعدما بلغ التراجع في وقت سابق من الجلسة 0.6 في المائة. وأغلق المؤشر توبكس الأوسع نطاقا مرتفعا 0.18 في المائة عند 2285.38 نقطة. وتشير التوقعات بشكل كبير إلى أن بنك اليابان المركزي سيبقي على سياسته بتبني أسعار فائدة شديدة الانخفاض دون تغيير في اجتماعه الذي يبدأ الخميس ويستمر يومين. ومن جانبها، ارتفعت أسعار الذهب الثلاثاء مع تراجع الدولار، بينما يترقب المتعاملون ارتفاعا لأسعار الفائدة متوقعا إلى حد كبير، إلى جانب مؤشرات حول مسار السياسة النقدية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 1961.13 دولار للأوقية (الأونصة)، بحلول الساعة 07:08 بتوقيت غرينتش. فيما لم يطرأ تغير يذكر على العقود الأميركية الآجلة للذهب التي استقرت عند 1962.80 دولار. وتراجع مؤشر الدولار من أعلى مستوى له في أسبوعين تقريبا مما يدعم الذهب، إذ إن نزول الدولار يجعل المعدن أرخص بالنسبة للمشترين من حائزي العملات الأخرى.
وقال مات سيمسون كبير محللي الأسواق في «سيتي إندكس»: «بعد أربعة أيام من الانخفاض، أعتقد أن الذهب سيبقى فوق 1950 دولارا، وسيسعى إلى تحقيق تصحيح سعري مدفوع بعوامل تقنية نحو ما بين 1960 و1965 دولارا خلال ساعات. لكننا نحتاج حقا إلى اختتام اجتماع اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة لرؤية تحرك معتبر».
والذهب حساس للغاية لارتفاع أسعار الفائدة لأنه يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عائدا. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.6 في المائة إلى 24.52 دولار للأوقية، كما صعد البلاتين واحدا في المائة تقريبا إلى 965.55 دولار، وزاد البلاديوم 1.6 في المائة إلى 1290.63 دولار.