يشهد مطار بيروت نشاطاً مشابهاً لما كان يشهده في فترات الأعياد في سنوات سابقة، سنوات تخلو من مخاطر الحرب ومن المخاوف الأمنية الناجمة عن التشويش على الطيران. وعلى الرغم من الظروف التي يمر بها البلد حالياً، ورغم تعاظم المخاوف من تصاعد وتيرة الحرب مع إسرائيل، غير أن نشاط حركة الوافدين إلى البلد تعكس صورة مغايرة للتوقعات.
وفي حين يزيد عدد الوافدين عبر مطار بيروت عن 10 آلاف يومياً، تزايدت الأعداد في الأيام القليلة التي سبقت عيد الفصح، لتكسر سقف الـ20 ألف وافد يومياً. وهي ارقام قياسية تعود إلى تشابك العديد من العوامل الدافعة إلى بروز نشاط حركة المطار.
ولكن نشاط حركة المطار لم يُترجم على بعض القطاعات السياحية كالفنادق. بل اقتصر على قطاع المطاعم والمقاهي التي تنشط بفعل إقبال المقيمين والمغتربين الوافدين في فترات الأعياد.
نشاط ملحوظ
على الرغم من ان هذا الوقت من العام يعد وقتاً ميتاً، إلا أنه يشهد نشاطاً بارزاً على مستوى الوافدين بفعل عدة عوامل، من بينها تزامن الأعياد مع بعضها، بالإضافة إلى عوامل أخرى مترابطة بظروف الحرب في لبنان. ويقول رئيس “اتحاد النقل الجوي” علي محسن، إن أرقام الوافدين التي خسرها لبنان من المغتربين اللبنانيين بسبب الحرب، استعاض عنها بأرقام مماثلة بفعل دخول وفود كبيرة من صحافيين ومصورين وطواقم منظمات دولية وعائلاتهم إلى البلد. فهؤلاء تضاعفت ارقامهم بنحو 10 أضعاف. ولا ننسى أن مطار بيروت يلعب دوراً بديلاً عن مطارات سوريا ايضاً. فالوافدون العابرون إلى سوريا عبر مطار بيروت تضاعفت أرقامهم أيضاً في موسم الأعياد.
وحسب أرقام المطار، فإن حركة الوافدين قاربت نسبة 80 في المئة مما كانت عليه في فتراتها النشطة قبل تاريخ 7 تشرين الأول. ووفق حديث محسن لـ”المدن”، فإن حركة المطار شبه طبيعية بالمقارنة مع سنوات ما قبل الحرب “ويشهد المطار يومياً دخول أكثر من 10 آلاف وافد، باستثناء بعض الايام التي سجلت أرقاماً قياسية تجاوز فيها عدد الوافدين مستوى 20 ألف وافد يومياً، وتحديداً خلال الأيام الخمسة التي سبقت عيد الفصح”.
شركات الطيران
أما حركة الطيران فشبه طبيعية إذ تشهد شركة طيران الشرق الأوسط حركة نشطة. كما أن بعض الشركات الأجنبية التي كانت قد علقت رحلاتها إلى بيروت بعد حرب 7 تشرين الأول، عادت واستأنفت رحلاتها بنسبة تقارب 90 في المئة مما كانت عليه سابقاً. أما توقف بعض الشركات الأجنبية عن العمل من وإلى مطار بيروت، كالطيران السعودي والألماني لوفتهانزا، فلا أثر له، في حين تعمل باقي شركات الطيران بشكل طبيعي، مع الإشارة إلى أن طيران الشرق الاوسط مكتمل الحجوزات حتى فصل الصيف المقبل.
وتطرق محسن إلى مسألة التشويش على المطار، موضحاً أن مسألة التشويش قد تكون اثرت تقنياً بشكل طفيف. لكن لم يكن لها أي أثر على حركة المطار والطيران أبداً. وقال “هذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها تشويش. فالطيارون اللبنانيون معتادون على هكذا ظروف. وهناك أنظمة يدوية بديلة يتم العمل عليها في هذه الحالات. وقد اقتصرت المشكلة على الطيارين الأجانب الذين لم يألفوا هكذا حالات”.
وإذ يطمئن محسن إلى عدم وجود أي مخاطر على مطار بيروت يلفت إلى أن ما تم الترويج له في إطار مسألة التشويش، فيه الكثير من المبالغات. وأكد أن هذا الموضوع لم يترك أثراً على حركة المطار، فهناك تفاصيل تقنية يجهلها المبالغون بموضوع التشويش.
أثر حركة المطار
تنعكس الحركة النشطة للوافدين إلى لبنان بشكل واضح على قطاع المطاعم والمقاهي، التي تشهد إقبالاً لافتاً. وكان نقيب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري، طوني الرامي، قد أشار إلى أن حجوزات المطاعم أيام الاعياد جيدة جداً.
غير أن ذلك لا ينعكس بالضرورة على قطاعات سياحية أخرى كالفنادق ومكاتب تأجير السيارات وبيوت الضيافة والأدلاء السياحيين وغيرهم. فالحجوزات في قطاع الفنادق لا تبشر خيراً. وقد أكد رئيس اتحاد النقابات السياحية بيار الأشقر أن “إيجابيات موسم الأعياد الحالي لن تطال المؤسسات الفندقية. وهذا شيء مؤكد تثبته نسبة الحجوزات”، معتبراً انه “من السابق لأوانه التكهن إذا ما كانت حركة الفنادق سترتفع في عيد الفطر”.
ولا يبدو مستغرباً نشاط حركة المطاعم والمقاهي دون الفنادق والمكاتب السياحية ومكاتب تأجير السيارات، باعتبار أن نشاط حركة الوافدين إلى البلد لا تشمل سياحاً عرب أو أجانب، إلا بما ندر. وقلما يتجه المغترب اللبناني إلى الحجز الفندقي.
وحسب الاشقر، فإن 100 في المئة من المؤسسات الفندقية مقفلة جزئياً بعد أحداث 7 تشرين الأول، حيث أضحى البلد في حالة حرب، بعدما كانت قد شهدت تحسّناً ملحوظاً خلال العام 2023 قبل اندلاع الحرب.