تراجعت المعنويات الاقتصادية في منطقة اليورو أكثر مما هو متوقع في أغسطس (آب)، من مستوياتها القياسية المرتفعة في يوليو (تموز) الماضي، متضررة من هبوط حاد للتفاؤل في فرنسا وهولندا. وتراجع مؤشر المعنويات الاقتصادية للمفوضية الأوروبية الصادر الاثنين إلى 117.5 نقطة في أغسطس، من مستواه القياسي المرتفع عند 119.0 نقطة في يوليو. وتراجع التفاؤل في جميع القطاعات الرئيسية، ونزل في قطاع الصناعة إلي 13.7 نقطة من 14.5 نقطة في الشهر السابق، وفي الخدمات إلى 16.8 من 18.9 نقطة، وبين المستهلكين إلى سالب 5.3 من سالب 4.4 نقطة. وارتفعت توقعات التضخم بين المستهلكين إلى 31.1 نقطة في أغسطس من 30.0 نقطة في يوليو، ولكنها تظل أقل من أعلى مستوى على الإطلاق عند 38.7 نقطة في 2001.
وأظهرت بيانات الاثنين أن التضخم في ألمانيا تخطى زيادة الأجور في الربع الثاني، إذ قلصت ضغوط ارتفاع الأسعار بسبب التعافي الاقتصادي واختناقات الإمدادات في قطاع الصناعة القوة الشرائية للمستهلكين. وسجلت فرنسا أكبر هبوط للمعنويات الاقتصادية بواقع 4.5 نقطة تليها هولندا. كما اعترى الضعف المعنويات في إيطاليا وإسبانيا. وفي ألمانيا أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو، تراجعت المعنويات طفيفا بواقع 0.3 في المائة. وكان مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات) قال منتصف الشهر الجاري إن اقتصاد منطقة اليورو نما 2 في المائة في الربع الثاني من العام في تأكيد لقراءته السابقة، إذ حفز تخفيف القيود المرتبطة بفيروس كورونا النشاط الاقتصادي بعد فترة ركود قصيرة. كما قال يوروستات إن نشاط التوظيف في التكتل الذي يضم 19 دولة نما 0.5 بالمائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران) مقارنة مع الربع السابق، وهو ما يتماشى مع توقعات اقتصاديين استطلعت رويترز آراءهم.
واقترن الارتفاع الجيد للناتج المحلي الإجمالي اثنين بالمائة مقارنة بالربع السابق مع ارتفاع 13.6 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي، عندما عانى اقتصاد منطقة اليورو من أسوأ مراحل الجائحة. وطرأ تعديل طفيف بالخفض على القراءة السنوية للناتج المحلي الإجمالي من التقدير السابق ليوروستات لنمو 13.7 بالمائة الذي صدر في نهاية يوليو.
وجاء النمو على أساس فصلي في أعقاب انخفاض الناتج المحلي الإجمالي في فصلين، مع انكماش اقتصاد منطقة اليورو 0.6 بالمائة في الربع الأخير من 2020 و0.3 بالمائة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى مارس (آذار). وغذى نمو الناتج المحلي الإجمالي ارتفاعا في نشاط التوظيف في الفترة من أبريل إلى يونيو مع زيادة المؤشر 0.5 بالمائة على أساس فصلي، و1.8 بالمائة على أساس سنوي. وكان النمو السنوي أعلى من التوقعات بانتعاش 1.5 بالمائة بعد سلسلة من الانخفاضات.