قبيل انعقاد قمة السبع الموسعة المقرر انعقادها في منتجع كامب ديفيد الأميركي، في سبتمبر/أيلول المقبل، والتي يدور محورها حول مواجهة التنين الصيني وتحجيم تمدد الصين التجاري في الأسواق العالمية، وفي خطوة تقترب من سياسة واشنطن تجاه عزل الصين، قررت المجموعة الأوروبية، معاقبة بكين على القوانين الأمنية التي اتخذتها ضد مواطني هونغ كونغ التي تتمتع بحكم ذاتي.
وحسب البيان الصادر عن المجموعة الأوروبية في بروكسل، ونشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” جزءاً منه، قررت المجموعة الحد من تصدير المعدات التي يمكن أن تستخدمها الصين في قمع المواطنين، وإعادة تقييم ترتيبات اتفاقيات تسليم المجرمين الموقّعة بين الطرفين.
كما قال البيان الصادر في بروكسل، إن دول الاتحاد الأوروبي ستعمل على تسهيل إجراءات منح التأشيرات واللجوء السياسي لسكان جزيرة هونغ كونغ. وقال وزراء الخارجية إن دول المجموعة قد تتخذ إجراءات عقابية أخرى ضد الصين في نهاية العام الجاري.
وجاءت الإجراءات المشددة ضد الصين في ذات اليوم الذي عقد فيه مسؤولون من الصين ودول الاتحاد الأوروبي محادثات عبر الفيديو بشأن اتفاقية مشتركة بين الطرفين، تأمل الشركات الأوروبية، خاصة الألمانية، أن تتيح لها فرصاً أكبر في السوق الصيني.
وحذرت بروكسل الصين بأنه بدون أن تمنح بكين فرص الاستثمار في الأسواق الصينية، فإنها لن توقّع معها اتفاقيات اقتصادية جديدة. وتعتمد الشركات الألمانية على التصدير للسوق الصيني في نموها التجاري. لكن في المقابل، فإن بكين لا تزال تأمل في عقد اتفاقات تجارية واقتصادية مع دول الاتحاد الأوروبي، إذ قال نائب رئيس الوزراء الصيني ليو خه إن “الصين والاتحاد الأوروبي سيسرعان المفاوضات من أجل إبرام اتفاق للاستثمار بين الجانبين بحلول نهاية هذا العام”.
وأضاف ليو، في بيان نشرته وزارة التجارة الصينية، أن الصين والاتحاد الأوروبي سيواصلان أيضاً تعزيز تعديلات سياسة الاقتصاد الكلي وتنفيذ سياسات مالية ونقدية فعالة لدفع التعافي الاقتصادي العالمي قدماً. وكان ليو يتحدث بعد اجتماع عبر الإنترنت مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية، فالديس دومبروفسكيس.
وقال البيان إنه في ما يتعلق بمكافحة جائحة فيروس كورونا التي أودت بحياة ما يزيد على 650 ألف شخص حول العالم، ستعمل الصين والاتحاد الأوروبي على الوقاية من الفيروس وتطوير لقاح وتبادل المختصين من خلال المزيد من التعاون الثنائي. وأضاف البيان أن الصين والاتحاد الأوروبي سيواصلان توسيع تجارة المنتجات الزراعية.
يذكر أن الصين كانت تأمل في توقيع اتفاقية استثمار مشترك مع الاتحاد الأوروبي قبيل قمة السبع التي يرتب لها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعزل الصين دولياً. وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قد أعلن، يوم الاثنين، في لقاءات صحافية، معارضته لانضمام بعض الأعضاء الجدد لقمة السبع الذين اقترحتهم واشنطن، من بينهم روسيا وكوريا الجنوبية.