صحيح انّ النقابيين المعنيين بالقطاعات التي حظيت بدعم مصرف لبنان أعلنوا تباعاً انّ الدعم لم يرفع بعد وانهم لم يتبلغوا رسمياً بتوقفه، الّا انّ الاحتراز من تداعيات رفع الدعم وجنون ارتفاع الاسعار واضح للعيان، فالواقع على الارض مغاير للتصريحات، والمشهد كالتالي: طوابير امام محطات المحروقات علماً انّ غالبيتها رفعت خراطيمها وطوّقت محيط مضخاتها بالاشرطة الحمراء، ورغم ذلك يؤكد كلٌ من عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البركس وممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا، انهما لم يتبلغا من اي مصدر رسمي، اكان حكومياً او من مصرف لبنان، اي تعديل بطريقة تسلمهما المحروقات من قبل الشركات المستوردة.
أما شراء الادوية فهو شبيه برحلة سندباد لأنّ غالبية الادوية مفقودة حتى ان بعض اصحاب الصيدليات يؤكدون انهم لم يستلموا الادوية من التجار هذا الشهر، ويؤكدون ان الادوية متوفرة الّا ان المستوردين يُحجمون او يتريثون بالتوزيع، خصوصاً انّ رفع الدعم اقترب، ليطرحوها لاحقاً بأسعار جديدة.
قطاع المواد الغذائية يواجه الأزمة نفسها، ويبدو حتى الساعة ان قطاع الدواجن هو القطاع الوحيد الذي تبلّغ برفع الدعم، فرئيس النقابة اللبنانية للدواجن موسى فريجي يؤكد، وفق تصريح، انّ عدداً من التجار تبلّغ من وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمه انه غير قادر على توقيع طلبات جديدة، باعتبار انّ مصرف لبنان أبلغه الا يرسل اليه طلبات مجدداً لأن الطلبات القديمة لم يبتّ فيها بعد. وبنتيجة هذا الواقع، لوحظ فقدان الدجاج من غالبية المحلات والسوبرماركت نهاية الاسبوع، وإذا ما وجد تكون أسعاره مرتفعة.
في السياق نفسه، أكد نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي ان الوضع سيئ فنحن قادمون على انفجار اجتماعي سيسبّبه رفع صرف الدولار، واعتبر ان أمّ المعارك هي القدرة على جلب دولار من الخارج.
في السياق، يقول الباحث في الشؤون الاقتصادية والمالية د.محمد فاعور لـ”الجمهورية”: من الصعب الجزم اذا ما كانت هناك علاقة بين الحديث عن رفع الدعم وتحرّك سعر الدولار في السوق السوداء ولكن هذا الارتفاع هو نتيجة حتمية لرفع الدعم، بحيث انه ما ان يرفع الدعم حتى يزيد سعر الدولار في السوق السوداء بشكل كبير. وأكد انّ مسار الدولار بدأ بالارتفاع ولا سقف لصعوده. وختم: انّ مساهمة مصرف لبنان في المنصة او في البطاقة التمويلية ستكون محدودة جداً في ما يتعلق بالتخفيف من وتيرة انهيار سعر الصرف، نتيجة رفع الدعم واضطرار المستوردين للجوء الى السوق السوداء.