لم يترك الفقر منزلاً الا وطرقه في بعلبك الهرمل، العديد من المصالح والمحال أقفلت بعد تراكم الديون على أصحابها وقلّة العمل، والأجرة اليومية للعامل لا تكفيه لشراء طعام الغداء، فيما معاشات الموظفين في القطاعين العام والخاص يذهب أغلبها ثمن بنزين وأجرة نقل، وما بين تلك الحالات بطالةٌ تزداد يوماً بعد آخر بين فئة الشباب عمود المجتمع وصلبه ومن يُعتمد عليهم في إعالة عائلاتهم وأهلهم.
لليوم الثاني على التوالي يواصل الموظفون العامون اضرابهم في الإدارات والمؤسسات الرسمية احتجاجاً على الأوضاع المعيشية وتدني قيمة الرواتب، التي باتت لا تتناسب مع غلاء المحروقات وارتفاع كلفة النقل والتدفئة، ولا مع أسعار السلع الضرورية التي تزداد كل يوم من دون حسيب أو رقيب، وبين خيار التوجه اليومي إلى عملهم وانفاق ما في جيوبهم على البنزين، أو البقاء في المنزل واطعام عائلاتهم، اختاروا همهم المعيشي مع الإبقاء على تسيير أمور الناس ومعاملاتهم.
تشكّل قساوة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في بعلبك الهرمل مع بداية فصل الشتاء وتراجع قدرة المواطنين الشرائية تهديداً للأمن الاجتماعي، حيث تنشط عمليات السرقة بقصد تأمين الطعام أو التجوال على حاويات القمامة، علّها تحوي ما يمكن أن يسد قوت عائلات متعففة لا ترضى ذلّ الانفس، وما بينها خطر جمع الخردة ومخلفاتها التي تشكل تهديداً لأرواح جامعيها، حيث انفجرت قبل ايام قذيفة هاون في مخيم في بلدة دورس كانت ضمن خردة مجموعة بقصد بيعها، وأسفرت عن مقتل شخصين وجرح ثلاثة آخرين، سبقها بأيام مقتل طفل اثر انفجار قذيفة صاروخية جمعها أيضاً ضمن كيس خردة من احد شوارع بلدة بريتال.