دفعت الزيادات المستمرة في أسعار البيض بالأسواق الأميركية، الكثير من المستهلكين نحو بدائل البيض النباتية.
ووفقاً لمؤسسة «نيلسن أي كيو» للتحليلات، فقد شهدت الأسواق العام الماضي تحديات صعبة، إذ تراجعت مبيعات التجزئة خلال عام 2022 بنسبة 3.4 في المئة للوحدة مقارنةً بالعام الماضي، وذلك على الرغم من ارتفاع معدل إنفاق المستهلكين.
وذكرت علامات تجارية مصنعة لبدائل البيض مثل «جاست إج» و«زيرو إج» أنها شهدت زخماً في الطلب على منتجاتها خلال كانون الثاني من العام الجاري، فبالنسبة لها يعد الاضطراب الراهن في سوق البيض التقليدي فرصة ذهبية لمحاولة الوصول إلى عملاء جدد محتملين، وتسليط الضوء على مزايا البيض النباتي.
النباتات لا تصاب بالإنفلونزا
فبعد وصول أسعار البيض التقليدي إلى مستويات قياسية في كانون الأول من عام 2022، أطلقت «جاست إج»، وهي الشركة المنتجة للبيض المصنوع من «حبوب فول المونج» حملة تسويقية كبرى، إذ وضعت إعلانات رقمية في أكثر من 800 محطة لشحن السيارات الكهربائية الموجودة خارج متاجر البقالة، معلنةً أن منتجات «جاست إج» متوفرة، ومضيفةً العبارة الترويجية «النباتات لا تصاب بالإنفلونزا»، في إشارة إلى «إنفلونزا الطيور» القاتلة التي أدت إلى اضطراب سلاسل إمداد البيض في البلاد، بعد أن أصبح مجرد الحصول على إمدادات كافية من البيض ميزة تسويقية على حساب منتجي البيض التقليدي.
وقال مات رايلي، كبير مسؤولي الإيرادات في الشركة الأم لعلامة «جاست إج»- «إيت جاست» لشبكة «CNN» «ذكرنا المستهلكين وعملاءنا بوجودنا في السوق»، مضيفاً «وضع حل لمثل هذه الأزمات هو أحد الدوافع الأساسية لوجودنا».
وبحسب رايلي، فإن الإقبال على علامة «جاست إج» قد ارتفع خلال فترة الأعياد، مشيراً إلى ارتفاع أسعار قياسي للوحدات المبيعة في كل متجر بشكل أسبوعي، مؤكداً أنه مع زيادة استهلاك منتجات «جاست إج» من المتاجر يتطلع بعض تجار التجزئة إلى زيادة مخزوناتهم.
وأضاف رايلي: «ضاعفنا إنتاجنا خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر كانون الثاني للعام الجاري، وحافظنا عليه عند هذا المستوى المرتفع»، فيما تقول الشركة إن علامة «جاست اج» شهدت منذ بداية العام الماضي، وحتى الثاني عشر من ديسمبر كانون الأول، نمواً في حجم الإنتاج بنسبة 17 في المئة. ووفقاً لإحصائيات صادرة عن «نيلسون أي كيو»، فإن البيانات القطاعية تظهر اتجاهاً موازياً خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث قفزت مبيعات الوحدات من بدائل البيض في الأسبوع المنتهي في 28 كانون الثاني بنسبة 18 في المئة مقارنةً بالأسبوع المنتهي في 3 ديسمبر كانون الأول، وذلك في قطاع تجارة التجزئة الأميركية.
وخلال الأسبوع الأخير من شهر كانون الثاني ارتفعت مبيعات الوحدات من بدائل البيض بنسبة 3.5 في المئة مقارنةً بالعام السابق، وخلال ذلك الأسبوع المشار إليه انخفضت مبيعات البيض التقليدي بنس ولا يقتصر الأمر على الأفراد من المتسوقين الذين يتجهون نحو تجربة بدائل البيض، ولكن يزاحمهم في ذلك أيضاً المطاعم لخوض ذات التجربة.
بدائل من الحمص والبطاطس
وتلقت علامة «زيرو إج»، التي تنتج بديلاً للبيض مصنوعاً من (الحمص والبطاطس والبازلاء وفول الصويا)، اهتماماً مؤخراً من المطاعم التي تبحث عن سلسلة توريد أكثر استقراراً للبيض، الذي يعد مكوناً وعنصراً أساسياً مثل «صلصة السلطة»، وينحصر بيع منتجات «زيرو إج» للمطاعم، بينما لا تتوفر في متاجر البيع بالتجزئة في الولايات المتحدة.
ومن جهته، قال جراهام هندرسون، مدير المبيعات الأميركية في «زيرو إج»: «ربما في الأسبوع الثاني من شهر يناير، بدأنا نتلقى زيادة في الطلبات»، مضيفاً «حتى المطاعم التي لم تهتم ببدائل البيض في بداية الأمر، بدأت تعيرنا الاهتمام».
وعلى الرغم من ذلك، فإن الخيارات النباتية ليست بالضرورة مناسبة للجميع، إذ وجد ليليان وتيم لو، المالكان لمخبز «نوازيت» في مقاطعة دينفر، صعوبة من أجل الحصول على البيض، ومن أجل الحفاظ على أدنى مستويات التشغيل، اكتفوا بشراء صفار البيض فقط لعمل بعض من منتجاتهم. وقال تيم إنهم ليسوا مهتمين بالبيض النباتي، لعدم توافر القوام والنكهة المطلوبة والمناسبة لمنتجاتهم من المخبوزات.