بعد الاحداث التي شهدها الجنوب الاسبوع الماضي، برزت خشية مجدداً من أن يضيع الموسم السياحي الموعود في أروقة الكيدية السياسية من جهة وعرض العضلات المسلح من جهة أخرى، فهل تأثرت الحركة السياحية التي تنطلق بزخم اعتباراً من 20 الجاري؟ وما سبب تغريدة «عنّا شغل هيدا الصيف»؟
بعدما توالت التوقعات السياحية الواعدة عن فترة الاعياد والتي كان يقدّر لها ان ترتفع الى نسبة تتراوح بين 70 و80% عشية عيد الفطر، أتت احداث الجنوب الامنية لتعكّر صفو هذه الفرحة، انطلاقاً من ذلك اطلق رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي تحذيراً في تغريدة له عبر «تويتر» جاء فيها: «لبنان للسياحة وليس ساحة! الكلّ ينفس بوالينو وتوقعاتو، وما تبقى من دولتكم معتمدة على قطاعنا، عنّا شغل هيدا الصيف، روحوا انتخبوا مشروع رئيس». وأرفقَ تغريدته بوشم: «#قطاع_يتحدى_الأزمة».
ويقول الرامي لـ«الجمهورية» انّ هذه التغريدة هي رسالة تحذيرية سلفاً عن المَس بالموسم السياحي المنتظر صيفاً، فالسائح، لا سيما القادم من دولة بعيدة، يخطط لوجهته السياحية الصيفية مسبقاً، ويجري الحجوزات اللازمة قبل فترة، ففي حال كان هناك تهويل عبر وسائل الاعلام وتوقعات لحرب قادمة ووضع امني مقلق، فهذا يعني ان احدا لن يتجرأ على المجيء الى لبنان وبالتالي القضاء على الموسم السياحي من اليوم.
اضاف: كانت السياحة في الصيف الماضي اغترابية بامتياز رغم تخلّلها القليل من الاردنيين والمصريين والعراقيين. والمغترب اللبناني ينقسم الى نوعين: نوع يأتي من الخليج في فترة الاعياد والثاني يأتي من دول بعيدة نسبياً مثل اميركا اللاتينية والبرازيل وفنزويلا… لذا نحن نحرص من اليوم على الا يعدل احد في برنامجه السياحي اذا كان ينوي ان يزور لبنان.
وذكر الرامي ان القطاع السياحي استطاع خلال الصيف الماضي ان يدخل المليارات من الدولارات الى البلاد رغم ان العمل كان بأدنى المقومات، ونتوقع ان يكون صيف لبنان هذه السنة واعدا ومزدهرا ومثمرا، وان يتم إدخال ما لا يقل عن 5 الى 7 مليارات دولار الى البلاد صيفا، كما نتوقع ان يكون سفر اللبنانيين الى تركيا هذا العام اقل بكثير من العام الماضي حيث سجل دخول ما بين 150 الى 180 الف لبناني، ونأمل ان ينعكس تراجع السفر الى تركيا سياحة داخلية ناشطة الى جانب اللبناني المغترب. انطلاقاً من ذلك نحن نرى ان الوقت ليس مناسبا مطلقا لتحويل السياحة الموعودة صيفا الى ساحة وتصفية حسابات داخلية او خارجية، ووجب على الجميع الحرص على سلامة القطاع السياحي الذي هو المساهم الاول في الدخل القومي.
ورداً على سؤال، أكد الرامي ان الحجوزات لم تتأثر بالاحداث الامنية التي شهدها لبنان الاسبوع الماضي، لافتا الى ان الحركة السياحية المتوقعة لعيد الفطر ستبدأ بزخم اعتبارا من 20 الجاري وتستمر حوالى 4 ايام.
لبنان التعرفة الأدنى للغرف
من جهة أخرى، كشف تقرير لـ«أرنست أند يونغ» حول أداء الفنادق ذات فئتَي الأربعة والخمسة نجوم في منطقة الشرق الأوسط، تحسّناً في معدَّل إشغال الفنادق في مدينة بيروت بـ2.1 نقاط مئويّة على صعيدٍ سنويّ إلى 36.8% في شهر كانون الثاني 2023، فيما تراجع متوسّط تعرفة الغرفة بنسبة 27.7% إلى 50 دولاراً وانخفض مستوى الإيرادات المحقَّقة عن كلّ غرفةٍ متوافرة بنسبة 23.3% إلى 18 دولاراً.
على صعيدٍ إقليميّ، سَجَّلت مدينة بيروت أدنى متوسّط نسبة إشغالٍ فندقيّ (50.0%) بين العواصم التسعة التي شملها التقرير خلال شهر كانون الثاني 2023، بحيث تصدَّرت أبو ظبي لائحة عواصم المنطقة لجهة معدَّل إشغال الفنادق من فئتَي الأربعة والخمسة نجوم، والذي بلغ 79.9%، تبعتها الرياض (76.0%) والقاهرة (71.9%)، للذكر لا للحصر.
في سياقٍ متّصل، تذيّلت مدينة بيروت لائحة العواصم في المنطقة لجهّة متوسّط تعرفة للغرفة الواحدة والذي بلغ 50 د.أ. عند احتسابه على سعر صرف الدولار الفريش في السوق ما يعكس التراجع غير المسبوق في سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأميركي. وقد سجّلت الرياض أعلى متوسّط تعرفة للغرفة الواحدة في المنطقة والذي بلغ 212 دولاراً، تلتها مدينة الكويت (195 دولاراً) والمنامة (151 دولاراً) للذكر لا للحصر.