أوضح وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض، أنّ “أزمة الكهرباء في لبنان ودخول البلاد في العتمة الشاملة تعود إلى أمرين أساسيين، الأول خارجي ويتمثل في الحصار المفروض والعقوبات الأميركية عبر قانون “قيصر”، ما أدى إلى حرمان لبنان من تعدد الموارد في حصوله على الفيول، وهو ما حدث بعد توقيع اتفاقيات مع مصر والأردن إلا أن قانون “قيصر” منع تنفيذها، والأمر الثاني وهو العامل الداخلي المتمثل في المناكفات السياسية بين الافرقاء”. وكشف فياض في حديث لإذاعة “سبوتنيك” الروسية، عن “رسالة أميركية وصلت الى السلطات اللبنانية قبل عامين تعد بحل العقوبات المتعلقة بقانون “قيصر”، إلا أن الأمر لم يحصل حتى الساعة لا بل على العكس، فالشروط التي كانت تتخذ طابعا إداريا تحوّلت إلى شروط مالية وأمنية تتعلق بأمن إسرائيل، ونحن نريد مساعدة بدون شروط”. وأعلن أنّ ” شحنة الـ”سبوت كارغو” من المتوقع أن تصل إلى لبنان في 24 آب وبعد أن تُفحص تدخل إلى مخازن الكهرباء“.
“ما في أشطر من الوزراء المتعاقبين على وزارة الطاقة عندما يحاولون تبرئة صفحتهم من واقع الكهرباء القاتم ومن حقيقة العتمة 24/24″، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. هذه المرة، الحق عالاميركان، وفق فياض، الذي يعتبر انه ومعه كل اسلافه مِن الفريق السياسي ذاته الذين تولوا ادارة وزارة الطاقة، منذ ان تولّاها رئيس التيار الوطني الحرب النائب جبران باسيل، وقد وعدوا بالوصول الى تغذية 24/24، يعتبر انه غير مسؤول عن الازمة بل تقع هذه المسؤولية على الخارج.
بدورها حكومة تصريف الاعمال لا ترى نفسها معنية بما يحدث، وقد حمّل رئيسها نجيب ميقاتي في كتابه الى هيئة التفتيش المركزي، مؤسسة كهرباء لبنان بشخص رئيسها كمال حايك، مسؤولية الظلمة التي خيّمت على البلاد منذ السبت الماضي.
والى هذا السلوك الذي يغسل فيه اهل الحكم ايديهم من الازمة، هناك نهج ثان يطبع التعاطي الرسمي مع الكهرباء، وعنوانه “الاستجداء”. فالى استعارة الفيول من العراق مقابل خدمات واموال بالكاد يسددها لبنان، صار ايضا مدينا للجزائر. فقد أجرى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب امس اتصالا هاتفيا بنظيره الجزائري أحمد عطاف جدد في خلاله شكر الحكومة اللبنانية وتقديرها لمبادرة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بتزويد لبنان بالفيول لتشغيل محطاته الكهربائية، ونقل له تأثر اللبنانيين وامتنانهم لخطوة الجزائر الشقيقة. كما شكره على الدعم الكبير الذي تبديه الجزائر للبنان ومساندتها الدائمة له في كل الظروف الصعبة التي يواجهها، مشيدا بالتعاون والتنسيق المستمر بينهما في الامم المتحدة ومجلس الأمن بشأن القضايا التي تهمّ البلدين. من جهته، قال الوزير عطاف إن الجزائر لا ترغب في أن ترى لبنان في ظلام دامس، وهي تنظر حاليا في أسرع طريقة ممكنة لإرسال الفيول اليه.
الدولة اذا لا تعالج او تبحث عن حلول جذرية جدية، بل تتبرّأ وتستعطي، تختم المصادر.