بدأت، أمس، مرحلة جديدة من العلاجات «الموضعية» لفيروس كورونا قضت بعزل 111 مدينة وقرية فاقت أعداد الإصابات فيها المعدلات المسموح بها مقارنة بعدد سكانها. أسبوع كامل سيفصل تلك البلدات عن محيطها، إفساحاً في المجال أمام فرق وزارة الصحة العامة المكلفة بإجراء الفحوص المخبرية (25 ألف فحص سريع و10 آلاف فحص pcr) لتتبع المخالطين، والكشف تالياً على الواقع الوبائي في تلك البلدات، فضلاً عن السعي للحد من تفشي الوباء.
لكن، ما لم يكن في الحسبان هو كيفية التعامل مع هذا الحل، الذي يكاد يكون أحد آخر الخيارات المتاحة قبل مرحلة الانفلاش. ففي الوقت الذي أعطت فيه وزارة الداخلية والبلديات فترة سماحٍ من 48 ساعة لناس تلك البلدات للتزود بحاجياتهم قبل العزل، استغل هؤلاء الفرصة لترك بيوتهم هرباً إلى أمكنة أخرى. وهو ما قد يعرّض الأماكن التي لجأوا إليها للخطر، في حال كان أحد من هؤلاء مصاباً بالفيروس.
111 بلدة أقفلت أمس، و«الحبل ع الجرار»، خصوصاً في ظل الزيادة «المقلقة» لأعداد المصابين بالفيروس، على حد توصيف مدير مستشفى الحريري الجامعي الدكتور فراس أبيض. وفي هذا الإطار، سجّل عداد كورونا، أمس، 1002 منها فقط 4 حالات وافدة، فيما البقية تعود لمخالطين، أي حالات محلية. وبهذا الرقم، يصل عداد كورونا الإجمالي إلى 24 ألفاً و700 إصابة، فيما ارتفع عداد الوفيات إلى 406، بعد تسجيل ثماني وفيات أمس.
ومنذ ما يقرب من أسبوعين، «يستقرّ» عداد كورونا عند عتبة الألف إصابة، أو ما يزيد. وهذا يعني، مجدداً، أن «الكورونا مش مزحة»، وفق ما علّق أبيض، على حصيلة الأعداد خلال الأربعة عشر يوماً الأخيرة، والتي تغيّر معها واقع الفيروس من الاستقرار إلى «الزيادة المقلقة».
ويكفي بحسب أبيض النظر ملياً إلى الرسوم البيانية حول «نسبة حدوث الحالات الجديدة لكل 100 ألف نسمة»، ومعدل «حالات الوفاة لكل 100 ألف نسمة»، و«النسبة المئوية للفحوص الإيجابية». في النقطة الأولى فإن نسبة حدوث الحالات الجديدة لكل 100 ألف نسمة هي بمعدل 285 حالة، وهذه نسبة تخطت ما كانت عليه ما قبل الأربعة عشر يوماً، «ما ينذر بمزيد من الارتفاع في عدد الحالات اليومية في الأيام المقبلة. وهذا ما انعكس على عداد الوفيات الذي أظهر خلال تلك الفترة ارتفاعاً ملحوظاً. ولئن كان ذلك طبيعياً نتيجة لازدياد الحالات المصابة، إلا أن الخوف الأكبر هو «مع وصول المستشفيات إلى القدرة الاستيعابية القصوى، بحيث لا يستطيع بعض المرضى الحصول على العناية اللازمة ما قد يرفع من عدد حالات الوفاة». أما في الشق الثالث، فقد فاقت النسبة المئوية للفحوص الإيجابية النسب الطبيعية المسموح بها عالمياً، بحيث سجلت 10%. لذلك، فالمطلوب اليوم، بحسب أبيض، كي تستعيد البلاد السيطرة على الوباء هو العمل على خفض هذا الرقم إلى ما دون 5%، بحسب تعليمات منظمة الصحة العالمية.
توزع البلدات المعزولة على الأقضية
4 بلدات (قضاء عكار). 6 بلدات (قضاء عاليه). بلدة واحدة (قضاء بعلبك). بلدتان (قضاء البترون). 4 بلدات (قضاء بنت جبيل). 12 بلدة (قضاء الشوف). 19 بلدة (قضاء المتن). بلدة واحدة (قضاء جزين). 8 بلدات (قضاء جبيل). 5 بلدات (قضاء كسروان). 4 بلدات (قضاء الكورة). بلدة واحدة (قضاء مرجعيون). بلدة واحدة (قضاء النبطية). 3 بلدات (قضاء الضنية). 9 بلدات (قضاء صيدا). بلدة واحدة (قضاء طرابلس). 5 بلدات (قضاء البقاع الغربي). 5 بلدات (قضاء زغرتا). 10 بلدات (قضاء زحلة). 10 بلدات (قضاء بعبدا).