منح انتهاء شركة الإمارات العالمية للألومنيوم من عمليات مشروع توسعة مصهر الطويلة التابع للشركة في العاصمة أبوظبي آفاقا جديدة لهذه الصناعة، التي تراهن عليها السلطات لدعم خزينة الدولة بعوائد إضافية مستقبلا. وأضافت عمليات التوسعة للمصهر في الطويلة 66 خلية اختزال جديدة إلى خطوط الإنتاج الثلاثة، مما يسهم في رفع الطاقة الإنتاجية لتصل إلى 78 ألف طن سنويا، معززا بذلك مكانة الشركة كأحد أكبر مصاهر الألومنيوم في العالم. واعتبر عبدالناصر بن كلبان الرئيس التنفيذي للشركة إنجاز مشروع التوسعة “خطوة هامة نحو تعزيز الطاقة الإنتاجية لتلبية متطلبات السوق المتنامية وخصوصا بعد مرحلة التعافي من الجائحة”.
ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى كلبان قوله “لقد تم الانتهاء من تنفيذ عملية التوسعة بأقل من الميزانية المخصصة، وفي الموعد المحدد ودون حدوث أي إصابات ناجمة عن العمل، على الرغم من التحديات التي فرضتها الجائحة”.وأضاف “تستخدم خطوط الإنتاج خلايا الاختزال البالغ عددها 2843 خلية تقنياتنا الخاصة عالية الكفاءة والمطورة محليا، والتي تمثل واحدة من أهم نقاط قوتنا التنافسية”.
وتتنافس الإمارات والبحرين، اللتان تعتبران سباقتين في تطوير هذه الصناعة بالمنطقة، من أجل جعل هذا القطاع إحدى الدعائم الرئيسية التي تدعم إيرادات البلدين من تجارة الألومنيوم عالميا.
وتضمّن مشروع توسعة مصهر الطويلة ثلاث مراحل، حيث اكتملت المرحلة الأولى وبدأت عمليات التشغيل في شهر أبريل، واكتملت المرحلة الثانية في يوليو الماضي، فيما شهدت المرحلة الأخيرة من التوسعة تركيب 14 خلية اختزال جديدة في خط الإنتاج الثالث. وتواصل الشركة المملوكة مناصفة للصندوقين الحكوميين، وهما مؤسسة دبي للاستثمارات وشركة مبادلة للاستثمار، استخدام تقنياتها الخاصة والمطورة محليا في الدولة في جميع خلايا الاختزال الجديدة.
ومنذ منتصف تسعينات القرن الماضي تعتمد العالمية للألومنيوم على استخدام تقنياتها الخاصة في كافة عملياتها التوسعية، بالإضافة إلى أنها أعادت تحديث جميع خطوط إنتاجها القديمة باستخدام التقنيات المحلية المطورة بأيدي إماراتية. وتستخدم خلايا الاختزال الجديدة في خط الإنتاج 1 و2 تقنية دي.إكس، بينما يستخدم خط الإنتاج 3 تقنية دي.إكس+ ألترا التي طورتها الشركة، وتعتبر كلتا التقنيتين من بين أكثر التقنيات كفاءةً في استخدام الطاقة في العالم. وباتت العالمية للألومنيوم في 2016 أول شركة صناعية إماراتية ترخّص تقنياتها الصناعية الأساسية على الصعيد الدولي، حيث قامت بتصدير تقنية دي.إكس+ ألترا إلى شركة ألومنيوم البحرين (ألبا) وكانت الصفقة بمثابة علامة فارقة في دعم رؤية الإمارات لتطوير اقتصاد قائم على المعرفة.
وفي نوفمبر 2020 وقعت الشركة اتفاقية مع شركة نيو ألومنيو كولومبيا، والتي من شأنها ترخيص تقنية دي.إكس+ ألترا لتطوير أول منشأة لإنتاج الألومنيوم في الدولة اللاتينية. كما وقعت في ديسمبر الماضي سلسلة من الاتفاقيات مع شركة إينالوم الإندونيسية للمساعدة في تطوير مصهر الألومنيوم التابع للشركة الإندونيسية في شمال سومطرة باستخدام الخبرات التقنية لشركة الإمارات العالمية للألومنيوم.
وتظهر البيانات الرسمية أن العالمية للألومنيوم باعت خلال النصف الأول من العام الحالي نحو 1.18 مليون طن من المعدن المصبوب حيث زودت أكثر من 350 زبونا بالألومنيوم في ما يزيد على 60 بلدا في آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا والأميركتين.
ويمثل الألومنيوم الذي تنتجه الشركة أكبر الصادرات الإماراتية بعد النفط والغاز، كما يعد قطاع الألومنيوم إحدى أكبر الصناعات في البلد الخليجي، حيث يمثل 1.4 في المئة من الاقتصاد المحلي ويوفر قرابة 60 ألف فرصة عمل. وتمتلك الشركة الإماراتية مؤسسة غينيا ألومينا كوربوريشن، وهو مشروع لتعدين البوكسيت ومصفاة للألومينا في غرب أفريقيا، فضلا عن مكاتب خارجية تمنحها تواجدا عالميا بارزا.