تراجعت أسعار النفط، امس الجمعة، بعدما أظهرت بيانات تباطؤ سوق الوظائف الأميركية بأكثر من المتوقع الشهر الماضي، مما عزز التوقعات بتوقف رفع أسعار الفائدة في البلد الأكبر استهلاكاً للخام في العالم، واتجهت الأسواق لتكبد خسارة أسبوعية مع انحسار المخاوف على صعيد الإمداد الناجمة عن التوتر في الشرق الأوسط.
وبحلول الساعة 15.06 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.10 دولار بما يعادل 1.27 بالمائة إلى 85.75 دولار للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.04 دولار أو 1.26 بالمائة إلى 81.42 دولار للبرميل.
وارتفع كلا الخامين القياسيين بأكثر من دولارين للبرميل، الخميس، لكنهما كانا في طريقهما لخسارة أسبوعية تصل إلى أكثر من 4 بالمائة.
وأظهرت بيانات رسمية، الجمعة، أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة تباطأ بأكثر من المتوقع في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كما تباطأ تضخم الأجور، مما يشير إلى انحسار في أوضاع سوق العمل. وقد تعزز البيانات وجهة النظر بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) ليس بحاجة إلى المزيد من رفع أسعار الفائدة.
وأبقى المجلس على أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء، في حين أبقى بنك إنجلترا أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 15 عاماً. وحافظ تثبيت السياسات على دعم أسعار النفط مع عودة بعض الرغبة في المخاطرة إلى الأسواق.
وفي الوقت نفسه، انكمش نشاط الصناعات التحويلية في الصين على غير المتوقع في أكتوبر. وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء يوم الأربعاء أن المؤشر الرسمي لمديري المشتريات انخفض إلى 49.5 نقطة في أكتوبر، من 50.2 نقطة في سبتمبر (أيلول)، متراجعاً إلى ما دون مستوى الـ50 نقطة الفاصل بين الانكماش والنمو.
وأظهر مسح للقطاع الخاص يوم الجمعة أن نشاط الخدمات في الصين نما بوتيرة أسرع قليلاً في أكتوبر، لكن المبيعات نمت بأضعف وتيرة في 10 أشهر، وشهد نشاط التوظيف ركوداً مع تراجع ثقة الشركات.
وعلى جانب العرض، تشير توقعات المحللين إلى أن السعودية ستؤكد مجدداً تمديد خفض إنتاجها الطوعي بمليون برميل يومياً حتى ديسمبر (كانون الأول). كما ظلت المخاوف الجيوسياسية محل التركيز. وقالت فيونا سينكوتا من «سيتي إندكس»، إن «سوق النفط ستراقب تصاعد التوتر، خصوصاً على الحدود اللبنانية».