تراجعت الأسهم الأوروبية للجلسة السابعة على التوالي امس الخميس، لتتجه صوب تكبد أطول سلسلة خسائر في أكثر من خمس سنوات، متأثرة بمخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأوروبي والإبقاء على أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة. وجاء التراجع مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية بعد صدور بيانات قطاع الخدمات الأميركي، والتي جاءت أقوى من المتوقع يوم الأربعاء، مما أثار المخاوف من أن التضخم العنيد يعني أن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة لفترة أطول. ومن المقرر أن يتخذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) والبنك المركزي الأوروبي قرارات بخصوص السياسة النقدية هذا الشهر…
وفي مؤشر جديد على التباطؤ في أكبر اقتصاد في أوروبا، أظهرت البيانات أن الناتج الصناعي الألماني انخفض بأكثر قليلا من المتوقع في يوليو (تموز) الماضي. وبحلول الساعة 07:14 بتوقيت غرينيتش، هبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4 في المائة مسجلا أدنى مستوى في أسبوع. وكانت آخر مرة تكبد فيها سلسلة خسائر لسبعة أيام متتالية في فبراير (شباط) 2018. وتراجعت أسهم التكنولوجيا الحساسة لأسعار الفائدة واحدا في المائة تقريبا. من ناحية أخرى، قفز سهم «دايركت لاين غروب» 14.1 في المائة، بعد أن توقعت شركة تأمين السيارات والمنازل البريطانية تحقيق أرباح تشغيلية أفضل في 2024. وبدورها انخفضت أسهم اليابان عند الإغلاق يوم الخميس، منهية بذلك ارتفاعا استمر ثماني جلسات متتالية، إذ عكست مسارها في أعقاب بلوغ ذروة خمسة أسابيع في وقت سابق من الجلسة مع زيادة العائد على سندات الخزانة الأميركية وتباطؤ الاقتصاد الصيني، وهو ما بدد زخم صعود السوق. ونزل مؤشر نيكي 0.75 في المائة ليغلق عند 32991.08 نقطة، بعد صعوده إلى 33322.45 نقطة في المعاملات الصباحية. وسجل مؤشر توبكس الأوسع نطاقا أعلى مستوى في 33 عاما عند 2397.33 نقطة في الصباح، لكنه أنهى الجلسة منخفضا 0.4 في المائة عند 2383.38 نقطة. وكان سهم أدفانتست المصنعة لمعدات اختبار رقائق الكومبيوتر ضمن أكثر الأسهم تراجعا ونزل 6.6 في المائة. كما انخفض سهم «إن تي إن كورب» 5.4 في المائة.
وأسهم انخفاض الين، الذي بلغ أدنى مستوى في عشرة أشهر مقابل الدولار عند 147.87 ين في المعاملات الصباحية، في دعم أسهم شركات التصدير لأن ذلك يساعدها في المنافسة على مستوى العالم. في غضون ذلك، حامت أسعار الذهب قرب أدنى مستوى لها في أسبوع يوم الخميس، بعد خسائر لخمس جلسات متتالية مع بقاء الدولار فوق أعلى مستوياته التي سجلها في منتصف مارس (آذار) عقب بيانات أظهرت أن قطاع الخدمات الأميركي ارتفع بشكل غير متوقع في أغسطس (آب). وبحلول الساعة 05:35 بتوقيت غرينيتش، لم يطرأ تغير يذكر على الذهب في المعاملات الفورية ليستقر عند 1918.14 دولار للأوقية (الأونصة) ويحوم قرب أدنى مستوى له منذ 29 أغسطس والذي بلغه في الجلسة السابقة. فيما تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 في المائة إلى 1942.30 دولار. ووصل الدولار إلى أعلى مستوياته منذ 16 مارس، وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية بعد صدور بيانات أقوى من المتوقع لقطاع الخدمات الأميركي الأربعاء أشارت إلى استمرار الضغوط التضخمية، وهو ما أثر على الذهب المسعر بالعملة الأميركية.
وقال كريستوفر وونغ، المدير التنفيذي لبنك «أو سي بي سي»: «بينما انتهى مجلس الاحتياطي الفيدرالي من التشديد النقدي للدورة الحالية، فإن التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة في 2024 ما زالت غير واضحة إلى حد كبير… قد يستمر انخفاض الذهب حتى يتضح نهج الاحتياطي الفيدرالي في التيسير النقدي». ويؤدي ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية إلى رفع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدا. ويتوقع صناع السياسات استمرار تباطؤ النمو في الصين أكبر مستهلك للذهب في العالم، ويرون أن تحولها من اقتصاد قائم على البنية التحتية والاستثمار إلى اقتصاد يعتمد على الاستهلاك هو أمر «صعب». وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.4 في المائة إلى 23.09 دولار للأوقية، بينما ارتفع البلاتين 0.1 في المائة إلى 909.73 دولار، وهبط البلاديوم 1.2 في المائة إلى 1200.55 دولار.