حتى اللحظة، تستمر حركة تدفق الأموال من المغتربين اللبنانيين المقيمين في دول الخليج العربي، بما فيها السعودية. فلم يتأثر هذا الجانب من العلاقات المالية بين الطرفين كما باقي القطاعات، التي تعطلت تماماً بعد قطع العلاقات بين السعودية ولبنان، وخفضها من قبل الإمارات وباقي دول الخليج إلى حدودها الدنيا، على خلفية الأزمة السياسية التي اشتعلت عقب تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي عن حرب اليمن.
يطمئن رئيس مجلس إدارة شركة OMT، توفيق معوض، في حديث إلى “المدن” إلى استمرار التحويلات المالية عبر شركات التحويل من عموم دول الخليج العربي، وخصوصاً من السعودية إلى لبنان، مشدداً على مرونة التحاويل وارتفاع وتيرتها في الأيام القليلة الماضية. ويجزم معوّض بأن شركة OMT لم تتبلّغ حتى اللحظة أي قرار من أي جهة بوقف التحويلات المالية.
وإذ يؤكد معوّض أن التحويلات المالية من دول الخليج ارتفعت في اليومين الماضيين، يلفت إلى أن حجم التحاويل الواردة من منطقة الخليج إلى لبنان عبر مؤسسات التحويل المالي تبلغ نحو مليون ونصف المليون دولار (1.5 مليون دولار) يومياً، أي قرابة 45 مليون دولار شهرياً أو 540 مليون دولار سنوياً. وتشكل قيمة التحويلات المالية عبر شركات التحويل المالي (OMT وغيرها) يومياً، ثلث القيمة الإجمالية للتحويلات المالية من العالم كحد أقصى. أما قيمة التحاويل المالية من كافة دول العالم إلى لبنان عبر شركات التحويل المالي (OMT) فتبلغ نحو مليار و350 مليون دولار كقيمة تقديرية (1.35 مليار دولار).
أمّا في ما يتعلق بتحويلات اللبنانيين من السعودية تحديداً إلى لبنان، فلا أرقام دقيقة لها، باستثناء ما تشير إليه تقديرات مجلس الأعمال اللبناني السعودي، الذي يفيد بأن مجمل التحويلات المالية من دول الخليج إلى لبنان تبلغ نحو 4.5 مليارات دولار سنوياً، نصفها تقريباً يأتي من الجالية اللبنانية في السعودية، أي نحو مليارين و250 مليون دولار (2.25 مليار دولار) سنوياً، وهنا المقصود بمجمل التحويلات، هو التحويلات عبر المصارف اللبنانية وعبر مؤسسات التحويل المالي (OMT وغيرها) أو محمولة مباشرة عبر المطار مع المسافرين.
ويتوقع متابعون لمسألة التحويلات المالية من الخارج بأن ترتفع وتيرتها أكثر فأكثر، في الأيام القليلة المقبلة، من قبل المغتربين اللبنانيين، نظراً لحال القلق التي تسيطر على الجاليات اللبنانية في دول الخليج العربي، خوفاً من اتخاذ أي قرار مفاجئ بوقف التحويلات المالية إلى لبنان، كخطوة تصعيدية. وعلى الرغم من القلق الذي يسيطر على المغتربين اللبنانيين، يوضح معوّض بأنه لا يتوقع أن تتأثر التحويلات المالية من الخليج إلى لبنان بالأزمة حالياً. مرجّحاً استمرارها بوتيرتها الراهنة.