الترشيشي: خسرنا المنافسة مع البلاد المجاورة والبضاعة تُباع بنصف قيمتها

مع بداية الأزمة الاقتصادية، وصولًا إلى الحرب اللبنانية، تأثر القطاع الزراعي بشكلٍ واضحٍ، وتحديدًا في القرى الحدودية بحيث إنّ 70 في المئة من سكانها يعتمدون على الزراعة في معيشتهم، فهي تشكّل العمود الفقري الاقتصادي لهم. فكيف انعكست الأسعار سيّما مع اقفال المعابر البرّية؟ وكيف يتمّ تصدير الإنتاج الزراعي اليوم؟

في حديثه للدّيار، أكّد رئيس تجمّع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم الترشيشي، أنّه وبدون شكّ، أثّر تسكير معبر المصنع بشكلّ كبيرٍ في التصدير وبالتالي في تراجع كمّية المنتوجات الزراعية، التي لم تكن في الأساس ممتازة، لافتًا إلى أنّ الفرق يعدّ واضحًا ما بين الأمس واليوم.

وقال: بعد أن كنّا ننقل منتوجاتنا بحوالى الـ12 سيّارة يوميًا، لم نعد نحمّل البضاعة بأكثر من أربع سيارات، لنصبح في رحلةٍ أطول وبأسعارٍ أغلى. ولّت أيّام العزّ، وولت معها ذكريات 2018 و2019 و 2020- أي قبل تسكير الطرقات في الأراضي الصناعية. وكنّا نصل إلى الـ80 والـ100 سيّارة لكنّنا اليوم أصبحنا نتكلّم على التّصدير وكأنّه سيزول.

وللأسف، لم نعد نصدّر منتوجاتنا، خسرنا زبائننا في الخارج وخسرنا مركزنا وفرصة تنافسنا مع الغير بعد أن احتلّوا أسواقنا ومراكزنا في العالم.

واستذكر الترشيشي يوم كانت البضاعة اللبنانية تغزو الأسواق العالمية، وبعد أن كانت تُباع من على ستاندات المولات والمحلات الكبيرة. أمّا الآن، فكل هذه الأمور غابت على مضض.

وتقريبًا، 3 سيارات تصل فقط نحو العراق والأردن. ومن القليل القليل ما نصدّر. وهذا ما أثّر في السوق المحلي وأسعار البضاعة بشكلٍ سلبيٍ. فبعد أن كان كيلو القشطة والأفوكا يُباع بـ 8 دولار، انخفض اليوم إلى حوالى الدولارين. وباتت الحمضيات، على أنواعها، تُباع بأقلّ من كلفتها حتّى. وعن الموز الأخضر، حدّث ولا حرج. فبأوج موسمه يعاني كثيرًا، بحيث إنّ كيلو الموز يباع بـ20 ألف ل.ل. يعني أنّ هذه الأنواع من الفاكهة تباع بنصف قيمتها.

وللأسف، سعر العنب والتفاح يُعدّ أرخص بكثير من فترة موسمه

أشار الترشيشي إلى أنّ الأرباح تختلف من محلّ إلى آخر، فكلما كان المحلّ أكبر وأفخم، كلّما ارتفعت الأرباح، وبالتالي ارتفع سعر السّلع، مثل المولات أو محلات الـ6 نجوم. وكلّما كان المحل متواضعًا، كلما خفّت الأرباح وبالتالي تقلّص سعر البضاعة، مثل الدكاكين الصغيرة في الأحياء الشعبية. وهذا ما يختلف من زبونٍ الى آخر.

لذلك، عندما نتكلم على الأسعار، نعني تحديدًا الأسعار بالجملة في أسواق الخضر والفاكهة.

وجزم بأنّنا نخسر حوالى الـ 10 مليون دولار تقريبًا شهريًا بسبب النقص في التصدير. ولا تُعوّض هذه الخسائر إلّا في حال انتهت الحرب وتمت إعادة فتح المعابر البرية والعودة مجددًا إلى التصدير، ونبيع البضاعة إلى سوريا والأردن.

غلاء بعض المنتوجات يُعدّ أمرًا طبيعيًا

ولفت الترشيشي إلى أنّ هنالك بعض المنتوجات الزراعية تُباع اليوم بأسعار مرتفعة. وهذا الأمر يعدّ طبيعيًا لأنّ الموسم انتهى بكارثة في البقاع، نتيجة الصقيع وارتفاع في درجات الحرارة في غير معادها. وهذا ما أدّى إلى القضاء على قسمٍ كبيرٍ من المزروعات، ومنها الكوسا والخيار واللوبية والبندورة.

وبسبب قلة القدرة الشرائية لدى الشعب اللبناني على شراء المنتوجات بأسعار عالية، درسنا الوضع أكثر وخفضنا الأسعار رغم صراعاتنا مع القطاع.

أمّا اعتمادنا الكلّي اليوم، فهو على البيوت البلاستيكية وتحديدًا على الساحل الشمالي من لبنان.

مصدرالديار - مارينا عندس
المادة السابقةالقرم طالب بمسح شامل لأضرار شبكة “أوجيرو” بغية إعادة تأهيلها
المقالة القادمةنقابة المقاولين: لرسم سياسة إعمارية تتناسب وحجم الدمار