وقع وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن مشروع المساهمة في الأمن الغذائي للمجتمعات المضيفة واللاجئين التي تعيش في لبنان، بتمويل من الإتحاد الاوروبي وبالشراكة بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي وبالتعاون الوثيق مع وزارة الزراعة.
حضر التوقيع ممثلة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في لبنان (الفاو) نورة أورابح حداد، رئيسة قسم التعاون في بعثة الاتحاد الأوروبيّ في لبنان أليساندرا فييزر ونائب المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في لبنان أنطوان رينارد.
ويأتي المشروع نتيجة الآثار المستمرة للأزمات المستمرة ومتعددة الأوجه على اللبنانيين وكذلك اللاجئين، ويهدف إلى زيادة الانتاج والمساحات المزروعة من خلال دعم المزارعين وبناء القدرات واستبدال استيراد المدخلات الزراعية.
كما ويكمنُ الهدف من هذا المشروع في تحسين الظروف المعيشيّة وقدرة المجتمعات المضيفة واللاجئين على الصمود.
ويرتكزُ المشروع على المكوّنات الأساسية التالية:
أولاً: تحسين القدرة الإنتاجيّة لـعدد من المزارعين والمزارعات من خلال الدعم وذلك عبر تحديد وتقييم سريع لسلاسل القيمة والتدخلات اللازمة، وتحديد المزارعين والمزارعات المستفيدين.
ثانياً: زيادة توافر الأراضي الصالحة للزراعة ومياه الري والأصول الزراعيّة وذلك عبر إنشاء بحيرات جماعية جديدة وإعادة تأهيل بحيرات موجودة، وتحسين البنية التحتيّة الزراعيّة الصغيرة بالإضافة إلى محفزات لأصحاب الحيازات الصغيرة للاستثمار في استصلاح الأراضي، خزّانات المياه وأعمال تكميلية أخرى.
ثالثاً: تعزيز قدرات إنتاج البذور والمدخلات الزراعيّة الأخرى وذلك عبر تعزيز القدرات الفنيّة واللوجستيّة لمصلحة الأبحاث العلميّة الزراعيّة في إنتاج البذور ذات الصلة بسلاسل القيمة التي سوف يتم اختيارها.
الحاج حسن
واعتبر وزير الزّراعة أنّ “توقيع المشروع هو بمثابة مدماك أساس في رسم صورة جديدة بين لبنان وباقي الأفرقاء، وهي تُترجم اليوم من خلال الشراكة مع الاتحاد الاوروبي والفاو والـWFP وهي عبارة عن شراكة حقيقيّة في العقول والتوجهات والتخطيط والتنفيذ”.
وقال: “الاخوة السوريّون في لبنان هم ضيوف أعزاء على قلوبنا ولا يُمكن أن نُسمّيهم بالنّازحين لأنّهم سيعودون حتماً إلى بلادهم عندما يُصبح المجتمع الدولي جاهزاً، بالإضافة إلى الملفات المختصة بين الدولتين الشقيقتين سوريا لبنان”.
وشكر “الإتحاد الاوروبي لتمويله المشروع الذي تبلغ قيمته 15 مليون دولار، ومنظمتي الفاو وWFP”.
وأكد أن “المنحة التي يتم التوقيع عليها اليوم هي من أجل تعزيز قدرات المجتمعات المضيفة”، لافتاً إلى أنّ “لبنان اليوم هو أكثر بلد في العالم يستضيف أشقاء محبين رغم الأزمات التي عانى ويُعاني منها، إلّا أنّه لا يزال يتقدم الدول التي تضحي وتستضيف”، كاشفاً أنّ “الأمور وصلت إلى ما هي عليه لأنَّ الجانب الإنساني يتقدم أولى أولويات الدولة اللبنانية”.
وأوضح أن هذا المشروع “يؤسّس لأمن غذائي صلب، ما يدعمُ سلاسلَ انتاجٍ متكاملة وقطاعاً نباتياً وحيوانياً منتجاً ويعوّل عليه وعلى قدراته في بناء الاقتصاد”.
وأكد أن “النجاح في مثل هذه المشاريع بحاجة إلى الاستدامة”، واعداً أن “تلك الاموال التي تُدفع لن تُصرف إلا في المكان الصحيح الذي يخدم الأهداف”.
أورابح
ولفتت ممثلة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في لبنان (الفاو) الى أنه “منذ أكثر من سنتين، يتأثر صغار المزارعين والمزارعات بشكل خاص بالأزمات المتتالية الناجمة عن كوفيد 19 وانفجار مرفأ بيروت والأزمة الاقتصادية والمالية التي انعكست على الأمن الغذائي في لبنان”.
وأوضحت أنه “من بين التّحديات التي يواجهونها هي الزيادة الهائلة في تكاليف المدخلات الزراعية المستوردة، فضلاً عن نقص حاد في السيولة”.
وقالت: “في ضوء آثار الأزمات المستمرة ومتعددة الأوجه على اللبنانيين كما على اللاجئين، نطلق اليوم هذا المشروع بهدف زيادة الانتاج وزيادة المساحات المزروعة من خلال دعم المزارعين وبناء القدرات واستبدال استيراد المدخلات الزراعية”.
أضافت: “يهدف هذا المشروع إلى تحسين الظروف المعيشيّة وقدرة المجتمعات المضيفة واللاجئين على الصمود”.
وتابعت: “أودّ أن أُبلّغ شكري وتقديري لفريق العمل من منظمة الفاو وبرنامج الأغذية العالمي ووزارة الزراعة على عملهم الدؤوب في صياغة المشروع، مُجدّدةً الشكر لوزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن على تعاونه الدائم وللاتحاد الأوروبي على تعاونه الوثيق معنا واهتمامه في تحسين وضع المزارعين والمزارعات في لبنان”.
وختمت: “نرجو إنجاح هذا المشروع ومساهمته في تطوير النظم الغذائية عبر المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي في لبنان”.
رينارد
وقال نائب مدير برنامج الأغذية العالميّ في لبنان أنطوان رينارد: “يلتزم برنامج الأغذية العالمي بالتصدي لتحديات النظام الغذائي في لبنان لتحسين الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الواردات وتحسين الإنتاج. بالتعاون مع وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة وبدعم من الاتحاد الأوروبي، ندعم النظام الغذائي لتحقيق التغيير الذي نتطلع إليه جميعاً”.
فييزر
أما رئيسة قسم التعاون في بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان، فقالت: “بمناسبة توقيع اتفاقيّة هذا المشروع، يفتخرُ الاتحاد الأوروبيّ بتعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي ووزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي وأصحاب المصلحة في القطاع الزراعيّ في لبنان”.
أضافت: “ترمز هذه الاتفاقية إلى رؤية مشتركة تهدف إلى تمكين المزارعين والمزارعات، وضمان الأمن الغذائي للجميع. ومن خلال هذا الاتفاق المهم الذي تبلغ قيمته 15 مليون يورو، نعزّز التزامنا بالممارسات الزراعيّة المستدامة، والإدارة الفعالة للموارد، بالإضافة إلى تمكين المجتمعات الريفية”.