يواصل الدولار الأميركي قفزاته السريعة في السوق الموازية، من دون أن يجد من يمنعه أو من يواجهه، ما ترك ويترك فراغاً كبيراً في السوق يملؤه المضاربون الذين باتوا اللاعب الأول والأقوى في السوق، لاسيما بعد تراجع “مصرف لبنان” إلى الخطوط الدفاعية الخلفية.
نائب سابق في هيئة حاكمية “مصرف لبنان”، لا يستغرب ما يجري في السوق الموازية، ويقول إنَّ إرتفاع سعر الدولار في هذه السوق طبيعي في ظل الأزمة السياسية والإقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان، إذ إنَّ هذه الأزمات أخرجت “مصرف لبنان” من السوق، نتيجة “جبل” الأزمات التي ألقتها على عاتقه الحكومات المتعاقبة.
ويتابع نائب حاكمية “مصرف لبنان” السابق: “إنَّ “مصرف لبنان” بات مؤسسة متعثرة حيث خسر جدوى وجوده، هذا الوجود الذي يتمثل بهدفين أساسيين. الهدف الأول تأمين الإستقرار النقدي، وثانياً لجم التضخم. نجد اليوم أن هذين الأمرين خرجا عن سيطرة المركزي، أسعار متعددة للدولار في السوق ونسب تضخم خيالية، أكثر من 86% في 2020″.
ويتابع: “تدخل “مصرف لبنان” في السوق للدفاع عن الليرة لم يعد مجدياً في ظل أزمة الثقة التي يعاني منها لبنان، وإنَّ إسترداد هذه الثقة هو المعبر والممر الإلزامي للخروج من الأزمات التي ضربت لبنان”.
ويختم النائب السابق في حاكمية “مصرف لبنان”: “السوق اليوم رهينة المضاربات المالية والسياسية أيضاً، وإنَّ جل ما يمكن أن يعمل اليوم وبإنتظار إستعادة الثقة، هو تضييق هامش الفارق بين سعر السوق السوداء وسعر منصة “مصرف لبنان”، إذ لا يجوز أن يكون الفارق بين السعرين أكثر من نسبة 20 إلى 30%”.