بينما قررت السعودية حظر العمل تحت أشعة الشمس على جميع منشآت القطاع الخاص، بدءاً من منتصف الشهر الجاري، حفاظاً على سلامة وصحة العاملين، انضمت اللجنة الوطنية لصناعة الحديد في اتحاد الغرف السعودية إلى عضوية الاتحاد العربي للحديد والصلب، الذي يعد أكبر تجمع عربي للمنتجين في دولة الجزائر. ويعزز الانضمام الأخير للجنة من مكانة السعودية وموقعها عربياً في مجال صناعة الحديد، لتكتسب المملكة مكانة جديدة في المنظمات الدولية المعنية بتطوير التجارة والصناعة والاستثمار.
وتعكس العضوية موقع البلاد المرموق الذي تحظى به على وجه العموم، والقطاع الخاص وأجهزته المؤسسية تحديداً، والثقل والوجود في المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى التطور المطرد الذي تشهده صناعة الحديد السعودية على كافة الأصعدة.
وقال رائد العجاجي، رئيس اللجنة الوطنية لصناعة الحديد في اتحاد الغرف السعودية، إن الانضمام لعضوية الاتحاد العربي يشكل إنجازاً نوعياً؛ حيث يمثل «الحديد والصلب» أحد أهم القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية، وهو عصب عملية البناء والتنمية بالمملكة، وعنصر أساسي في مناقشات وأجندة اجتماعات قمة مجموعة العشرين. وأوضح العجاجي أن العضوية تحقق الوصول إلى قاعدة البيانات العربية المتعلقة بصناعة الحديد، والتقارير والدراسات والإحصاءات ذات الصلة والتأثير على أداء واتجاهات قطاع الصلب في المنطقة، وإتاحة المشاركة في برامج ومبادرات تطوير السوق، والتواصل مع الخبراء والمتخصصين وعمالقة الصناعة، والانضمام إلى فرق العمل ولجان الخبراء في المجال، والاستفادة من فرص التدريب في مشاريع الاتحاد، واكتساب المعرفة العالية في قطاع الحديد.
وأكد أن الاتحاد العربي لصناعة الحديد يعتبر ضمن الهيئات المعتمدة لدى جامعة الدول العربية، ويعمل على تحقيق التكامل العربي في مجال صناعة الصلب والحديد وتطويرها، ويضم ما يقارب 98 من الشركات المتخصصة، ويتألف مجلس إدارته من 24 شركة من عمالقة الصناعة، تمثل 13 دولة، من ضمنها المملكة.
وشدد العجاجي على دعم اللجنة لجهود وأنشطة الاتحاد العربي لصناعة الحديد، بما يحقق التكامل الاقتصادي وتطوير وتنمية صناعة الصلب في المنطقة، وتعزيز تنافسيتها أمام مثيلاتها الأجنبية والوصول بها للعالمية.
وكانت اللجنة الوطنية لصناعة الحديد قد حصلت في 2019 على عضوية منظمة الحديد والصلب الدولية، ومقرها في بلجيكا، في وقت تشهد فيه الصناعة في المملكة ارتفاعاً ملحوظاً مؤخراً، مدعوماً بالنمو الاقتصادي وزيادة الاستثمارات الحكومية في البنية التحتية والمشاريع العمرانية.
وبات الحديد يشكل محوراً مهماً لعدد من الصناعات التحويلية، ويلعب دوراً أساسياً في عجلة التنمية، الأمر الذي يضاعف من أهمية عضويات اللجنة الوطنية في المنظمات الإقليمية والدولية، ويضاعف الآمال بمستقبل أكثر إشراقاً لهذه الصناعة الاستراتيجية. إلى ذلك، كشفت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، عن تطبيق القرار الوزاري القاضي بحظر العمل تحت أشعة الشمس على جميع منشآت القطاع الخاص، مع منتصف يونيو (حزيران) الجاري، من الساعة 12 ظهراً إلى 3 مساءً، ليستمر العمل به حتى منتصف سبتمبر (أيلول) القادم.
وجاء القرار في إطار الحرص على سلامة وصحة العاملين في القطاع الخاص، والتزام الوزارة بتوفير بيئة عمل صحية وآمنة، وتجنيب العاملين ما قد يسبب لهم مخاطر صحية، وفق اشتراطات السلامة والصحة المهنية. ودعت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أصحاب المنشآت إلى ضرورة تنظيم ساعات العمل، ومراعاة ما نص عليه القرار الوزاري، للحد من الإصابات والأمراض المهنية، وتحسين وزيادة الإنتاجية.
من جهة أخرى، أفصح المهندس أحمد الراجحي، وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، عما تشهده المملكة خلال الأعوام الأخيرة من تحولات كبيرة، تتواكب مع «رؤيتها 2030» الهادفة لبناء وطن أكثر ازدهار ونماء وحيوية.
جاء ذلك خلال لقائه بماتياس كورمان، الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، في باريس، وذلك خلال زيارته للعاصمة الفرنسية، للمشاركة في الاجتماع الوزاري لمجموعة العمل والتوظيف بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الذي اختتم أعماله مؤخراً.
وأكد المهندس الراجحي أهمية هذه المحافل الدولية، لتكثيف الجهود وتوطيد التعاون المشترك بين الدول، لمواجهة التحديات التي تواجه أسواق العمل والمجتمعات؛ مشيراً إلى التعاون مع المنظمة في المجالين الاقتصادي والتنموي خلال الفترة المقبلة، وخصوصاً أن الوزارة تدير شبكة ومركز الرياض للسياسات السلوكية التابع لمجموعة العشرين، وتعمل حالياً على عدة مبادرات متعلقة بالمهارات والتوظيف، وأن التنسيق مع المعنيين بالمنظمة سيسهم في تطوير السياسات وبناء القدرات والإحصاءات ذات الصلة.