وقّعت المملكة العربية السعودية والصين 35 اتفاقية استثمارية بين شركات البلدين، في إطار زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المملكة، وفقاً لوزير الاستثمار السعودي خالد الفالح.
وفي لقاء مع “اقتصاد الشرق” بالرياض،، قال إن هذه الاتفاقيات تخطت بشكل كبير المجالات التقليدية التي تعودنا عليها في الشراكات بين المملكة العربية السعودية والصين. صحيح أن الطاقة كانت حاضرة بقوة من خلال الطاقة المتجددة تحديداً. لكن أيضاً كانت هناك اتفاقيات مهمة جداً في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، في الخدمات الصحية، في تقنيات البناء ومواد البناء الحديثة والمتقدمة، في المعادن والتعدين، وصناعات المواد المتقدمة مثل الألمنيوم حيث يخطط لتأسيس مشاريع متكاملة لصناعات الألمنيوم على ساحل البحر الأحمر.
الفالح لفت إلى أن جزءاً كبيراً من هذه الصناعات سيمكّن المملكة من تحقيق مستهدفها لأن تكون موقعاً أساسياً لسلاسل الإمداد المرنة في المستقبل.
وفي حين كشف أن “الاتفاقيات التي وقعناها تفوق عشرات المليارات من الدولارات”، دون إعطاء رقم محدد، أوضح الفالح أن “بعض هذه الاستثمارات لها رقم محدد بينما أغلبها في مرحلة الدراسة أو يستهدف استثمارات على نطاقات من الاستثمارات المحتملة”.
جدير بالذكر أن وكالة الأنباء السعودية نشرت مقالاً بعنوان: “السعودية والصين… تاريخ طويل وآفاق مستقبل مشرق”، أفادت فيه أن القمة السعودية الصينية ستشهد توقيع اتفاقات مبدئية بـ110 مليارات ريال (أكثر من 29 مليار دولار) خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المملكة التي بدأت الأربعاء.
وزير الاستثمار السعودي الذي أكد أن هذه الزيارة تعكس حرص قيادتي البلدين على تنمية وتعزيز العلاقات والشراكة بينهما في جميع المجالات، بما فيها الاقتصادية والاستثمارية؛ مضيفاً أن الزيارة سُتسهم في رفع وتيرة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.
تُعدّ الصين الشريك التجاري الأول للسعودية خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث بلغ حجم التجارة البينية 309 مليارات ريال سعودي (نحو 83 مليار دولار) في 2021، بزيادة قدرها 39% عن العام الذي سبق، من ضمنها 192 مليار ريال صادرات المملكة إلى الصين، بما في ذلك صادرات غير نفطية بقيمة 41 مليار ريال.
شي جين بينغ
قال الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، إن زيارته إلى المملكة العربية السعودية، ستفتح عصراً جديداً للعلاقات بين الصين وبين العالم العربي ودول الخليج العربية والمملكة العربية السعودية.
وأكد في مقالة لصحيفة “الرياض”، أن المملكة مصدر مهم للطاقة في العالم وعضو لمجموعة العشرين، إن الصين باعتبارها شريكاً استراتيجياً وصديقاً مخلصاً للمملكة، ترى بارتياح أن الشعب السعودي يمضي قدماً بخطوات حثيثة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030 تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد محمد بن سلمان.
وأضاف أن المملكة “قد حققت نتائج إيجابية في الإصلاح للتنويع الاقتصادي والاجتماعي، كما أن المبادرات التنموية الهامة مثل “الشرق الأوسط الأخضر” و”السعودية الخضراء” تلفت أنظار العالم، الأمر الذي ساهم في مواصلة الارتقاء بمكانة المملكة وتأثيراتها العالمية في مجالات السياسة والاقتصاد والطاقة وغيرها”.
وأضاف أن “التعاون العملي بين الجانبين شهد تطوراً سريعاً وقوياً، إذ بدأ تنفيذ المشاريع الهامة بالتوالي التي تشمل مصفاة ينبع ومشروع إنتاج الإيثيلين في بلدية قولي ومنطقة جازان-الصين للتجمعات الصناعية، والبنية التحتية لمرافق مشروع البحر الأحمر والجيل الخامس للاتصالات والتعاون في استكشاف القمر. وسنعمل على زيادة المواءمة بين مبادرة “الحزام والطريق” و”رؤية 2030″ السعودية والدفع بالتعاون العملي في كل المجالات على نحو معمق وملموس، وتعميق تلاحم المصالح بين البلدين والتقارب بين الشعبين، وتعزيز التعاون والتنسيق معها في الأمم المتحدة ومجموعة العشرين ومنظمة شانغهاي للتعاون وغيرها من الآليات المتعددة الأطراف، وتعمل معها على تطبيق تعددية الأطراف الحقيقية، بما يقدم مساهمات أكبر للحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتدعيم التنمية والازدهار في العالم”. وقال: “إن الصين تبقى أكبر شريك تجاري لمجلس التعاون الخليجي وأكبر مستورد لمنتجاته البتروكيمياوية. وتجاوز حجم التبادل التجاري بين الجانبين 230 مليار دولار أميركي وتجاوزت واردات من النفط الخام من دول المجلس عتبة 200 مليون طن في عام 2021”.