الصناعات الغذائية العالمية تبحث في دبي آفاق ما بعد الوباء

تصدرت الإمارات الأحد الجهود العالمية الساعية لوضع مسار جديد للصناعات الغذائية وفتح آفاق أوسع لها بعد أن تضررت من تداعيات الأزمة الصحية التي تسببت في ارتفاع غير مسبوق على مستوى الأسعار وتكاليف الإنتاج.وافتتح في دبي معرض “جلفود 2022” في دورته السابعة والعشرين والذي يعد الحدث السنوي الأكبر من نوعه عالميا، حيث يناقش هذا العام لرسم الملامح المستقبلية لمشهد الأغذية والمشروبات وإعطائه زخما جديدا للخروج من ورطة الجائحة. ويشارك في هذا الحدث الذي يستمر خمسة أيام ممثلو أكثر من 120 بلدا وعدد كبير من أبرز المديرين التنفيذيين والخبراء في الصناعة الغذائية، وصناع السياسات الحكومية بهدف التواصل ووضع الخطط المستقبلية بهدف تغيير القطاع للأفضل.

وشهدت الفعالية انطلاق حملة الحد من الهدر الغذائي الأولى من نوعها بهدف إحداث تحرك عالمي بهذا الشأن، كما تركز على الدور المتزايد للتجارة الإلكترونية في قطاع الأغذية والمشروبات لتشكل دورة هذا العام نقطة تحول مفصلية في تاريخ القطاع. ويقول المشرفون على الحدث والمشاركون فيه إن ذلك يهدف لمواكبة تغير سلوكيات وتوجهات الزبائن والحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة بخصوص التغير المناخي وتعزيز الالتزام بممارسات الاستدامة ومواكبة الطلب المتنامي على الأغذية الصحية.

وترى مجموعة إفكو إحدى أكبر شركات الشرق الأوسط المتخصصة بإنتاج وتوريد المنتجات الزراعية والغذائية المعالجة أن المعرض يوفر منصة للتواصل والبحث عن حلول للتحديات التي تواجه القطاع في عصر يعتمد على التواصل الافتراضي بشكل كامل. ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى رضوان أحمد المدير التنفيذي لمجموعة قوله إن معرض “جلفود 2022” يتزامن مع مرحلة مفصلية في تاريخ المنطقة والقطاع.

ويتابع المحللون بقلق المنحى التصاعدي لأسعار السلع بالأسواق العالمية والتي بلغت مستويات هي الأولى منذ عقد تقريبا، مما يشي بظهور بوادر أزمة قد تتفاقم مع الوقت إن لم تتمكن الحكومات من إيجاد حلول عاجلة قبل أن تصبح مشكلة تهدد الأمن الغذائي العالمي. وتصاعدت في العام الماضي هواجس المنظمات الدولية المعنية بالغذاء والخبراء من عدم قدرة الحكومات على السيطرة على انفلات أسعار السلع، والتي بلغت مستويات عالية ويمكن أن ترتفع بوتيرة أسرع، على إثر المؤشرات التي رصدتها منظمة التجارة العالمية. ولكن بعض الشركات المشاركة في “جلفود 2022” وخاصة التي تحمل العلامات التجارية الصديقة للبيئة ترى أنه يجب اتباع أساليب العيش المستدام.

ويقول أنيربان موليك مدير تطوير الأعمال لدى يونيليفر، وهي شركة عالمية في الأغذية، إنه يجب التركيز على مجموعة محددة من التحديات التي يواجهها القطاع لتقديم حلول لها بما في ذلك استيراد الأغذية وشحنها والتضخم الذي طرأ على أسعار السلع الغذائية. ويستكشف “جلفود 2022” التحديات والتحولات في قطاع الأغذية العالمي بما في ذلك الابتكارات الحيوية في الزراعة الخلوية القائمة على إنتاج الأغذية الحيوانية باستخدام أساليب زراعة الخلايا والتوجهات الحديثة المتعلقة بالوجبات غير السريعة والأطعمة النباتية، بالإضافة إلى مواضيع التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا والاستدامة بما فيها الحد من الهدر.

وتؤكد تريكسي لوه ميرماند نائب الرئيس التنفيذي لإدارة الفعاليات لدى مركز دبي التجاري العالمي أن دول العالم تأثرت بالتحولات التي طرأت على القطاع وشملت كامل منظومته بما في ذلك التقنيات الزراعية وعمليات الإنتاج والتغليف والتوزيع. ورغم الآثار السلبية المتولدة عن الوباء على القطاعات الاقتصادية المختلفة إلا أنه حمل معه فرصا قد تلوح بالأفق وعلى رأسها ضرورة توجه البلدان للاعتماد على الذات أولا ثم البدء في الضغط تدريجيا لتقليص التكاليف. ويعتقد الخبراء أن انعكاسات الجائحة جاءت إيجابية لتوجيه المعنيين بضرورة بناء الروابط التكاملية بين الصناعات الغذائية من جهة، والزراعة بأشكالها من جهة أخرى، وبما يحقق المنفعة المطلوبة لكل من القطاعين الزراعي والصناعي.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةقطاع الغاز
المقالة القادمةما هي الحقيقة المرّة في زيادة الدولار الجمركي؟