أعلن العراق اهتمامه بالمشاركة في عملية إعادة الإعمار في لبنان بعد الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة. وقال وكيل وزارة التجارة للشؤون الإدارية العراقية ستار الجابري لـ«الأخبار» إنّ لجنة مكلّفة من الحكومة العراقية «أعدّت تقريراً أولياً حول حجم الأضرار بعد التواصل مع مكاتب هندسية وجهات حكومية وأخرى معنية بالملف، وبعد زيارات ميدانية للأماكن المتضررة». وأشار إلى أن هناك أكثر من طرح حول آلية المساعدة لم يُبتّ فيها بعد، من بينها «تحويل التمويل مباشرة إلى الحكومة، أو إنشاء صندوق دعم في العراق يدير عملية إعادة الإعمار».
وزار الجابري بيروت نهاية الأسبوع الماضي لمواكبة توزيع مساعدات على اللبنانيين والمتضررين جراء الحرب الإسرائيلية والنازحين السوريين إلى لبنان عقب انهيار النظام في سوريا. وأوضح أن الحكومة العراقية «خصّصت 17 مليون دولار دفعة أولى للبرنامج الإغاثي، لم تُصرف جميعها بعد، وتمّ توزيع 30 ألف سلة غذائية في بيروت وصور وبعلبك ــ الهرمل» عبر السفارة العراقية. وأضاف أن دراسة يجري إعدادها تُعدّ لتوزيع 100 ألف حصة على العائلات اللبنانية والسورية. وأشار إلى أنه استجابة لحاجة العائلات السورية النازحة في بعلبك ــ الهرمل للإيواء «ندرس استئجار منازل لهم».
والتقى الجابري المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر وناقشا ترتيبات انعقاد اللجنة الاقتصادية الثنائية بين البلدين في بغداد قريباً. وأعلن أن الجانب العراقي وافق على استبدال منحة 250 ألف طن من الطحين بـ 320 ألف طن من القمح، ويجري البحث في طرق إيصالها بعد إقفال الطريق عبر سوريا، مشيراً إلى أن «المنحة جاهزة بانتظار أن تبلغنا الهيئة العليا للإغاثة بالتوقيت والآلية اللذيْن تحددهما».
وعن النازحين اللبنانيين في العراق، أوضح الجابري أنه «لا يزال هناك 6 آلاف نازح من أصل 57722»، وربط بقاء هؤلاء بأسباب غير أمنية مثل «افتقاد المأوى، والتسجيل في مدارس وجامعات عراقية والرغبة في متابعة العام الدراسي، أو بسبب حصول عدد منهم على فرص عمل في العراق».