في شكل يومي، تتفاقم أزمة القطاع الطبي والاستشفائي الى حد الاختناق، حتى باتت حياة المواطن معرّضة للخطر في أي لحظة مع بلوغ الخطّ الأحمر، فيما لا يحرّك المسؤولون ساكناً في اتجاه إرساء حلّول فعلية تخفف، ولو قليلاً، من سوء الوضع ، لا بل على العكس تتظّهر يومياً مشاكل جديدة.
وفي الواقع، لم تعد الأزمة الطبية تفرّق بين غني وفقير، إذ إن الخطر يطال الجميع. ذلك ان المواطن المتروك لقدره ولو تمكّن من تأمين كلفة العلاج، إلا أن المواد والمعدّات اللازمة لذلك مفقودة بدءا من المحروقات والدواء…
وفي السياق، حذّر نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون عبر “المركزية” من تعريض حياة المرضى للخطر بسبب “فقدان المواد المظلّلة، وهي عبارة عن أدوية تعتمد في حالات تمييل القلب والشرايين وتستخدم كثيراً عند إجراء الـ Scan والـ IRM، لكن الوكلاء لا يسلّمون المواد هذه، ما يشكّل خطراً على حياة المرضى إذ يُمنعون من الخضوع لعمليات تمييل الشرايين والروسورات، كذلك لا يمكن تشخيص الأمراض”.
ولفت إلى أن “منذ مدّة نعاني من المشكلة هذه ونحصل على وعود بتسلّم الدواء أسبوعياً، لكن من دون نتيجة، ولا أعلم ماذا ينتظرون”، مضيفاً “المستوردون يبرّرون بأن الدواء غير متوافر لديهم، لكن الأكيد أن المستشفيات لا تحصل عليه وغير موجود حتّى في مخزونها، والعديد منها، حتّى الكبرى، توقّف عن إجراء الـ Scan والـ IRM”.
أما بالنسبة إلى المازوت، فأوضح هارون “نؤمّن الحاجة يومياً، ونسعى قدر الإمكان للتنسيق مع وزارة الطاقة، لكن لا نحصل على المادّة إلّا بصعوبة كبيرة، ولا نعرف إلى أين ستتّجه الأمور في الأسابيع المقبلة”.