دعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) دول العالم إلى بذل المزيد من الجهود لزيادة كفاءة الماء وضمان حصول الجميع على المياه الآمنة، نظرا لأن التغير المناخي وتزايد عدد السكان يزيدان من الضغوط على موارد المياه المحدودة.
وبمناسبة اليوم العالمي للمياه، أكدت المنظمة “أن ضمان أمن المياه يعد أمرا أساسيا لتحقيق هدف القضاء على الجوع وأهداف التنمية المستدامة الأخرى”.
وأشارت نائبة المدير العام لمنظمة الفاو لشؤون المناخ والموارد الطبيعية ماريا هيلينا سيميدو، في كلمة ألقتها في الحفل الختامي “للمنتدى الدولي الأول لندرة المياه في الزراعة” الذي شاركت الفاو في تنظيمه في برايا في الرأس الأخضر (19-22 مارس/آذار) الى “ان الماء مورد عالمي يعبر الحدود ويحيي الإنسان – الماء هو حق إنساني”.
وأضافت: “تماما مثلما ينساب الماء ليروي الجميع، علينا ألا نترك أحدا متخلفا عن الركب، وأن نحقق شعار هذا العام الذي يعكس طموح خطة عمل التنمية المستدامة 2030”.
وقالت: “المناطق الجافة تصبح أكثر جفافا، والجفاف يصبح أكثر تواترا وشدة، كما أن المناطق الساحلية أصبحت تتأثر بعوامل كثيرة من بينها تسرب مياه البحر بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر. ويعد قطاع الزراعة الأكثر تضررا في فترات الجفاف التي تؤدي إلى خسائر في المحاصيل وانخفاض الانتاج”، وأكدت سميديو “ضرورة العثور على موارد مبتكرة للمياه بما فيها إعادة تدوير مياه الصرف الصحي وجمع مياه الأمطار وزيادة كفاءة المياه خاصة في القطاعات الزراعية. نحن في الفاو نشجع طرقا مثل اختيار الأنواع المقاومة للجفاف والملوحة، والإدارة المستدامة للتربة وجمع المياه. ويمكن لهذه الابتكارات أن تدعم المزارعين بشكل كبير، بخاصة أصحاب الحيازات الصغيرة، لضمان إنتاج المياه في أوقات ندرة المياه”.
وأكدت “أن الزراعة تستهلك 69 في المئة من سحوبات المياه في العالم”، مشيرة إلى “أن نحو 80 في المئة من محاصيل العالم تروى بمياه الأمطار وتنتح 60 في المئة من الأغذية”.
وختمت سيميدو حديثها بالقول: “إن الفاو ستواصل دعم استراتيجيات الحكومات الخاصة بالمحاصيل المقاومة للجفاف وجمع المياه والزراعة الملحية وغيرها من الوسائل والتقنيات”.
وفي ختام المنتدى، تبنى المشاركون من 47 بلدا اليوم “التزامات برايا” التي تهدف إلى نشر الإدارة المستدامة للماء بوصفها محركا للتنمية، وزيادة التعاون بشأن أجندة 2030 ودعم المزارعين من خلال تحسين حصولهم على التمويل والتقنيات المبتكرة وممارسات إدارة المياه الجيدة.
وطبقا لتقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية، الذي نشر اخيرا وأعده عدد من منظمات الأمم المتحدة وشركائها بإشراف منظمة المياه التابعة للأمم المتحدة، هناك أكثر من ملياري شخص يعيشون في دول تعاني من نقص شديد في المياه.