الفلافل بشكل عام، لم تعد أكلة الفقراء في طرابلس لا سيما من لا يتعدى مدخوله اليومي الـ 20 أو الـ 30 ألف ليرة. بائع القهوة طه في ساحة التل يقول: “كانت الفلافل أكلتنا الدائمة التي نلجأ إليها ونحن نقوم بعملنا، وحتى إذا لم يعجبنا أكل البيت. تخيل الآن إذا أردت أن تشتري سندويش فلافل مع قنينة عصير بـ 15 ألف ليرة أو أكثر وأنا كل يوميتي 30 ألف ليرة!. هذا إذا اعتبرنا أنك ستأكل سندويشاً واحداً لأنهم اليوم يبيعونك السندويش برغيف خبز صغير جداً والعامل مثلي التعيب بحاجة إلى 2 سندويش من هذا القياس أو أكثر.. أما الشاورما فلا قدرة لنا عليه أيضاً لأن السندويش صار بـ 35 ألفاً… كنت آكل الفلافل في اليوم الواحد أكثر من مرة ولكن الآن أحاول تمرير النهار بطوله على كعكة مرقد بألف ليرة من جاري بائع العربة وهكذا”.
أبو علي صاحب محل لبيع الفلافل في السوق الشعبي بطرابلس يقول: “كوني أعمل في منطقة شعبية وأعرف أوضاع أهلها المعيشية وأوضاع من يزور المناطق الشعبية بشكل عام، لذلك فإن سندويش الفلافل عندي بـ 8 آلاف ليرة.. أعرف أن سعري أقل من غيري وأعرف أن الربح قليل، لكن في النهاية، لا إمكانية لرفع السعر هنا أسوة بالتل وغيرها لأن الناس لن تشتري فهي تقصد السوق الشعبي بحثاً عن الشيء الرخيص بطبيعة الحال… لكن في النهاية سأصل إلى وقت ليس ببعيد وأرفع سعر السندويش مجدداً لأن أسعار كل المكونات ترتفع باستمرار… في النهاية لن يكون أمامي خيار وأخشى أن أقفل المحل لأن البيع الآن أقل بكثير من السابق فما بالك إذا رَفعت سعر السندويش عن الـ 8 آلاف مجدداً”؟
وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من محلات الفلافل في طرابلس أقفل أبوابه بشكل نهائي في الفترة السابقة من بداية الأزمة، لأنها لم تعد قادرة وسط ارتفاع أسعار المواد التي تدخل في صناعة الفلافل؛ وارتفاع أسعار العصير وغيره، إلا على رفع سعر السندويش عدة أضعاف؛ الأمر الذي أدى إلى تراجع حركة البيع وبالتالي كانت النتيجة خسارة لأصحاب هذه المحلات بدل أن تكون ربحاً…