في العام 2008 وُلدت فكرة التطبيق العالمي الشهير “Airbnb”، عندما رحب مضيفان في سان فرنسيسكو بثلاثة ضيوف في منزلهما، بسبب حاجتهما إلى المال لدفع الإيجار. ومنذ ذلك الحين نما العدد من شخصين إلى 4 ملايين مضيف، استقبلوا أكثر من 830 مليون ضيف في جميع دول العالم، ومنها لبنان. الأمر الذي يؤثر على عمل الفنادق في هذا البلد الذي تلقى قطاعه السياحي ضربات موجعة كثيرة منذ نهاية العام 2010 حتى اليوم، رغم إشارات الأمل التي تبرز بين الحين والآخر، كما حصل خلال الصيف الماضي، أو كما هو متوقع أن يحصل خلال الأيام المقبلة.
نسب تشغيل الفنادق إلى تحسن بسيط!
توقع وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال، وليد نصّار، أن يستقطب لبنان خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول، ضمن الحملة السياحية التي أطلقتها وزارته مؤخراً تحت شعار”عيدها عالشتوية” نحو 500 ألف وافد، هم طبعاً بأغلبهم هم من المغتربين اللبنانيين لا السياح الأجانب، بإيرادات تتراوح بين مليار وملياري دولار أميركي. لكن هذا لن ينعكس بالحجم نفسه على الفنادق، كون المغتربين لا يحتاجون إلى منازل عادة، أما السيّاح، فباتت لديهم احتمالات سكن أكبر مع تطبيق “airbnb”.
يُشير نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر إلى أن نسب تشغيل الفنادق في بيروت الكبرى كانت تتجاوز 75 بالمئة طيلة أيام السنة، لكنها منذ العام 2011 حتى اليوم لا تتجاوز في ثلثي العام 45 بالمئة، وتصل خلال أوقات الذروة إلى 70 بالمئة، كاشفاً في حديث لـ”المدن” إلى أن نسبة إشغال الفنادق في المناطق البعيدة عن بيروت شبه معدومة ولا تزيد عن 15 بالمئة.
ويضيف الأشقر: “في هذا الوقت من العام تستفيد الفنادق الموجودة في مناطق الثلوج بشكل أساسي، لكن لا يجب أن ننسى أن تطبيق “airbnb” قد أثّر كثيراً على عمل الفنادق، خصوصاً في بيروت الكبرى ومناطق جبل لبنان”.
كيف يعمل تطبيق “airbnb”؟
في السابق كانت أسعار الفنادق بحسب الأشقر تصل إلى 250 دولاراً لليلة الواحدة، بينما الأسعار اليوم أصبحت بحدود 150 دولاراً لليلة، رغم وجود فنادق 5 نجوم تصل فيها كلفة الليلة إلى 500 دولار أميركي، لكن كيف يقصد السائح الأوروبي على سبيل المثال، هذه الفنادق، وهو قادر على استئجار غرفة نوم ومنتفعاتها في منطقة فرن الشباك بمبلغ لا يزيد عن 20 دولاراً لليلة الواحدة عبر تطبيق “airbnb”؟
كثر يعلمون عن التطبيق وكيفية عمله، فهو يحتوي على ما يزيد عن 4 ملايين مضيف، حول العالم أجمع، ينشرون ما يملكونه لتأجيره، مع كافة التفاصيل المتعلقة بعملية التأجير وطبيعة المسكن مع الصور. وفي لبنان باتت بيروت تضم عدداً كبيراً من المضيفين، تليها مناطق جبل لبنان. ففاريا لوحدها تضم ما يزيد عن 50 مضيفاً، إذ يمكن للزائر أن يكتب “لبنان” داخل التطبيق، وذكر تاريخ إقامته، وعدد الغرف، والمنطقة داخل لبنان، وطبيعة المسكن “شقة، كوخ، شاليه، فيلا”، ويعطيه التطبيق الخيارات كافة، فيتواصل مع المضيف ويستأجر منه.
“airbnb” وجهة “الأوروبي” والأسعار لكل الخيارات
تنتشر هذه الثقافة لدى الأوروبيين بشكل أساسي، فهم يعتبرون هذا التطبيق وجهتهم الأولى، حسب ما يقول أمين، وهو الذي يملك استديو في منطقة مار مخايل يقوم بتأجيره عبر التطبيق، مشيراً عبر “المدن” إلى أن الأوروبيين لا يحبون البذخ، ويحسبون كل مبلغ يصرفونه. لذلك تعج منطقة مار مخايل بهم، بعد استعمالهم للتطبيق.
بالنسبة إلى الأسعار، فهناك كل الخيارات التي قد يفكر فيها الزائر، فتبدأ من 15 دولاراً، كما ذكرنا في فرن الشباك مثلاً، وتصل إلى مئات الدولارات لليلة الواحدة في “البيوت الضخمة” التي تؤمن كل أنواع الرفاهية.
يدفع المضيفون رسوم خدمة ثابتة تبلغ 3 بالمئة من إجمالي سعر الحجز، للتطبيق، كما يدفع الضيوف رسوماً للتطبيق تبلغ 14 بالمئة من إجمالي سعر الحجز، تُضاف على السعر الذي سبق للمضيف أن حدّده.
إن طريقة التعامل السهل مع المضيف عبر التطبيق، جعل هذا الخيار محبّباً لكثير من المسافرين من لبنان إلى العالم، ومن العالم إلى لبنان، مع العلم أن هذه الثقافة لم تنتشر في كل المناطق، بسبب طبيعة الأعراف والتقاليد المنتشرة في المناطق، لكنه في كثير من دول العالم بات يشكل قلقاً جدياً للفنادق والشقق المفروشة.