عقدت المبادرة اللبنانيّة للنفط والغاز (LOGI)، مؤتمراً صحافياً في فندق راديسون في بيروت، لمناقشة الوضع الحالي لقطاع الكهرباء في لبنان والإجابة على أي أسئلة تتعلّق بحملة «حقنا نعيش ع ضو» وهي حملة تسلّط الضوء على معاناة اللبنانيين جراء انقطاع التيار الكهربائي منذ 47 سنة ، وتهدف ايضاً الى جمع التواقيع على عريضة تدعو الى تسليط الضوء على خطّة إصلاح الكهرباء الأخيرة التي وقّعتها الحكومة في آذار 2022. كما تهدف الحملة الى مناصرة موضوع فتح جلسات اللجان البرلمانيّة الى العلن.
وقال المدير التنفيذي للمبادرة اللبنانيّة للنفط والغاز عامر مردم بك «إن القطاع مرّ بالكثير من الصعوبات وهناك عوامل عدّة أثرت عليه سواء من ناحية تضارب المصالح والتطلعات الجيوسياسية، وعدم القدرة على الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية، وانفجار 4 آب عام 2020، وآخرها تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية»، لافتا إلى أن «المبادرة قامت اليوم بتوسيع نطاق عملها لتشمل قطاع الكهرباء الذي يعد عاملاً أساسياً للأزمة في لبنان».
من ناحيتها، أشارت الخبيرة في تمويل مشاريع الطاقة كارول عياط الى «إن الرقم 47 هو رقم مميز في قطاع الطاقة. أولاً، يعيش اللبنانيون منذ 47 سنة انقطاعاً دائماً للكهرباء أي منذ اندلاع الحرب الأهلية. و»47» هو الرقم الذي يساوي عجز الكهرباء أي تحديدا منذ 1992 أي بعد انتهاء الحرب الأهليّة الى اليوم. وبالتالي، أزمتنا المالية لم تكن كبيرة لولا العجز في هذا القطاع. أمّا من الناحية الاقتصاديّة، فالكهرباء هي قلب الاقتصاد النابض، من دونها لا يوجد سلامة غذاء ولا قطاع طبّي سليم ولا انترنت ولا قطاع تعليمي».
ولفتت الى أنه «على مدى السنوات الماضية في لبنان، كان مصدر وجود 24/24 ساعة كهرباء هو القطاع الخاص غير الشرعي الذي يتفادى دفع الضرائب. وبحسب تقديرات البنك الدولي، فإن القطاع لا يخسر بل يربح 500 مليون دولار سنويّا وتغيب فيه الرقابة سواء من ناحية الأثر البيئي او من الناحية التقنيّة وكان هذا القطاع يغطي عجز الدولة من الضرائب»، لافتة الى أن «تسعيرة المولدات الخاصة اليوم والتي أصبح لا بد منها باتت تتراوح ما بين 50 سنتاً الى دولار عن كل كيلو واط ساعة، وهذا يشير الى أن الكهرباء والتي هي حق أساسي أصبحت من الكماليات إذ أن هناك الكثيرين من دون كهرباء ويفضلون أن يعيشوا على الشمعة»، لافتة في الوقت عينه الى أنه «بالنسبة لكهرباء لبنان، اعتدنا على غياب الاستثمارات أو الحلول الطويلة الأجل فآخر معمل تم بناؤه في التسعينات كان أكثر من 400 ميغاواط ويغطي بحدود 4-5 ساعات كهرباء ولكننا لم نقم بأي خطوة للحفاظ عليه».