كشف نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، المهندس خالد المديفر، لـ«الشرق الأوسط»، أن قطاع التعدين يحتاج إلى استثمارات كبيرة جداً لتمكين التحول إلى الطاقة المتجددة وبلوغ الحياد الصفري للكربون، مشيراً إلى أن «هذه الاستثمارات ليست موجودة حالياً وغير كافية».
كلام المديفر جاء خلال مؤتمر صحافي خُصص لاستعراض تفاصيل برنامج مؤتمر التعدين الدولي بنسخته الثالثة، الذي ستستضيفه المملكة بين 9 و11 يناير (كانون الثاني) 2024 من تنظيم وزارة الصناعة والثروة المعدنية.
ويرى المديفر أن هذا المؤتمر بات المنصة واللقاء الأهم في قطاع التعدين والمعادن عالمياً، شارحاً في تصريحه أن 95 دولة ستشارك في الاجتماع الوزاري الذي سيواكب المؤتمر، بالإضافة إلى 30 منظمة دولية، و20 اتحاداً تجارياً لإنتاج المعادن، وأكثر من 30 منظمة غير ربحية دولية مهتمة باستدامة وبيئة المجتمعات المحلية القريبة من المناجم. إضافةً إلى وجود 8 من أكبر 10 رؤساء شركات عالمية، وموردي التقنيات الحديثة لإنتاج المعادن الخضراء والمستقبلية.
ولفت المديفر إلى أن المؤتمر سيستضيف للمرة الأولى، الاجتماع الدولي لهيئات المساحة الجيولوجية لمناقشة أبرز القضايا لتطوير القدرات والإمكانات لهذه الهيئات لمواجهة الطلب المتنامي على المعادن عالمياً، وللمرة الثانية الاجتماع التشاوري العاشر للوزراء العرب المعنيين بشؤون الثروة المعدنية. وسوف يشهد خلال يومي 10 و11 يناير، عقد أكثر من 75 جلسة يشارك فيها أكثر من 250 متحدثاً.
وأضاف المديفر أن استخراج المعادن سيكون من الدول الحديثة في التعدين، في أفريقيا وشرق ووسط وغرب آسيا. موضحاً أن هذه الدول تحتاج إلى بنى تحتية كبيرة واستثمارات ضخمة، وكذلك إلى زيادة إمكانات التدريب والتأهيل فيها، و«هي إحدى أهم المبادرات التي يرتكز عليها الاجتماع الوزاري، في كيفية توفير الاستثمارات في المعادن الاستراتيجية والحرجة، إضافةً إلى تدريب وتأهيل الموارد البشرية، وبناء مراكز التميز للأبحاث داخلها».
ولفت المديفر إلى أن السعودية تنهض بدور مهم ومحوري لمواجهة التحديات المتعلقة باحتياجات المعادن في المستقبل بالمملكة، انطلاقاً من ريادتها التاريخية في مدّ العالم بالطاقة، مؤكداً أنها تتشكل لديها الآن ريادة تاريخية إقليمية في مجال استكشاف وإنتاج المعادن ومعالجتها وتسخيرها لتحقيق مستهدفات المملكة والعالم في بلوغ الحياد الصفري الكربوني، ولديها من المقومات ما يؤهلها للنهوض بهذا الدور الذي يصبّ في صالح العالم أجمع.
وتابع: «نحن على يقين أننا لن نستطيع بمفردنا أن نوفر للعالم المعادن اللازمة لتحول الطاقة وتحقيق التنمية الناتجة عن هذا التحول، بل نؤمن بأنه يتعين علينا جميعاً العمل معاً من أجل ذلك، وأن تتعاون الدول المنتجة والمستهلكة للمعادن في إيجاد حلول مشتركة للتحديات الكبرى المتمثلة في جذب الاستثمارات وتطوير البنية الأساسية وإنتاج المعادن ومعالجتها وتوريدها».
وذكّر بأن المملكة تملك موقعاً استراتيجياً يربط بين الشرق والغرب ويعزز من قدرتها على أن تصبح مستقراً إقليمياً وعالمياً لمعالجة المعادن، لا سيما الخضراء، إذ أصبحت مدينة نيوم موطن أكبر مشروع في العالم للهيدروجين الأخضر الذي يدخل في إنتاج المعادن الخضراء، إضافةً إلى توفر بنية تحتية متطورة وشبكة طرق وموانئ بحرية وخدمات لوجيستية متقدمة.
من جانبه، قال المشرف العام على مؤتمر التعدين الدولي، علي المطيري، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «سنستمر في تحويل المؤتمر من مجرد حدث يقام مرة في العام إلى منصة تعمل طوال العام».
وستشهد النسخة الثالثة توقيع الكثير من مذكرات التفاهم والاتفاقيات بعدما كانت النسخة الأولى قد شهدت 5 اتفاقيات، والثانية 60 مذكرة على رأسها الإعلان عن شركة «منارة»، وهي عبارة عن شراكة بين «صندوق الاستثمارات العامة» وشركة «معادن»، وتقود الآن الاستثمار السعودي في الخارج في صناعة المعادن.