تجذب فكرة امتلاك سيارة رباعية الدفع متعددة الاستخدامات اهتماما كبيرا لمن يريدون الخروج في رحلات التخييم خلال هذه الفترة، خاصة في المناطق الدافئة، في الوقت الذي تسببت فيه جائحة كورونا في تخلي الكثيرين عن خيارات السفر إلى الخارج.
يتماشى التنقل والنوم في السيارات الرياضية متعددة الأغراض مع مبادرات متعددة ظهرت في عدة دول تتمحور فكرتها حول عنوان واحد وهو “سفر بلا تواصل”، والذي يقلل الاختلاط بالآخرين إلى الحد الأدنى زمن كورونا، كما تقدم اختيارا رخيصا للسفر.
ولم يفوت المصنعون فرصة تعزيز مبيعات سياراتهم من خلال الإعلان عن مركبات رياضية رباعية الدفع تم تخصيصها للتخييم، وهي ذات مقاعد قابلة للطي مناسبة للاسترخاء أو النوم بداخلها.
كما يُروج للسيارات الرياضية ثلاثية الصفوف مثل هيونداي بالاسايد وكيا سورنتو كـ”سيارة الأسرة” لوجود مساحة تخزين كبيرة ومقاعد خلفية يمكن طيها بنحو 180 درجة.
وتهدف سيارات الدفع الرباعي المدمجة بما في ذلك هيونداي فينيو وكيا سيلتوس إلى جذب جيل هذه الألفية، الذي يرغب في استخدام السيارات لأغراض مختلفة، بما في ذلك التخييم والعمل وكمساحة خاصة.
ونقلت وكالة يونهاب عن مسؤول العلاقات العامة بهيونداي موتور، لم تكشف عن هويته، قوله إن “السيارات الرياضية متعددة الاستخدام كبيرة الحجم أفضل للنوم المريح ولوجود مساحة أكبر”.
ولكنه استطرد بالإشارة إلى أن السيارات الرياضية الأصغر تحظى بشهرة بين المخيمين داخل السيارات بسبب تصميمها الأكثر تخصيصا ومساحتها الداخلية الأكبر وتوفير المزيد من الاكسسوارات للنوم”.
وأجبرت التكنولوجيا الحديثة وزحف الشبكات الرقمية شركات السيارات على الانسياق وراء هذا التيار في صناعة مركبات مخصصة للتخييم، والتي شهدت تطورا على مستوى القوة والراحة والرفاهية والأمان، فضلا عن تنوع الموديلات باعتبارها الحل الأنسب لعشاق التخييم وقضاء العطلات وسط أحضان الطبيعة.
ولتسهيل الأمر على المبتدئين في التخييم بالسيارات، أطلقت هيونداي موتور في سبتمبر الماضي حملة “ويلبينغ” (عجلة تخييم) حيث قامت بعرض سيارتيها سانتا في وتوسان من فئة السيارات الرياضية خماسية المقاعد للاستئجار لمدة يومين بالإضافة إلى مستلزمات تخييم إضافية.
وبالإضافة إلى الجهود التسويقية، صمم كبار مصنعي السيارات تصميمات خاصة لسياراتهم الرياضية بجسم أطول ومساحة تخزين أكبر ليجعلوا تحميل المزيد من الأدوات أسهل وجعل السيارات مناسبة حتى للنوم.
وأطلقت سانغ يونغ موتور الشهر الماضي سيارة تيفولي إير الجديدة بمساحة أوسع وجسم أطول وعرضت العديد من المفاهيم التي تقدم حياة مختلفة.
وقالت الشركة في بيان إن “تيفولي إير سيارة رياضية متعددة الاستخدامات مدمجة تمكن شخصا بالغا يبلغ طوله 185 سم، من النوم بأريحية داخل السيارة”.
وتقوم بعض الشركات المصنعة للسيارات ببيع بعض معدات التخييم المصممة لسياراتها الرباعية متعددة الاستخدام لتعزيز تجربة المخيمين في التخييم.
كما أطلقت رينو سامسونغ الشهر الماضي معدات تخييم جديدة لسياراتها إكس.أم 3 وكيو.أم 6 الرياضية، بالإضافة إلى مرتبات هوائية وخيم سيارات لتلبية احتياجات التخييم بالسيارات.
وفي ظل الاهتمام المتزايد بهذا النوع من المركبات تتنافس شركات عالمية على تقديم موديلات، وفق مقاييس عالمية تتوافق مع طبيعة المناطق التي ستسير فيها.
ويهيمن الاتجاه نحو تقليص حجم سيارات الكرفان، وذلك لمزايا سهولة التعامل، التي يقدمها الحجم المدمج، ومع ذلك لا تتخلى الموديلات الحديثة عن التجهيزات اللازمة لهذا النوع من السيارات باعتبارها العلامة الفارقة لها، مثل المطبخ والسرير والحمام.
ويرجح مراقبو الصناعة أن يستمر الاهتمام بالسيارات الرياضية بسبب قيود السفر المفروضة في ظل جائحة كورونا.
ويعتقد جيه-هان، الباحث في رابطة مصنعي السيارات في كوريا الجنوبية أنه في الوقت الذي تدفع فيه كورونا الطلب على السفر المحلي، سيبقى تفضيل المشترين للسيارات الرياضية لفترة من الوقت.
وأشار إلى أنه من المخطط أن تعرض الشركات المصنعة للسيارات تصميمات للمركبات تضم أنشطة ترفيهية لتنضم إلى هذه الصيحة.
وفي الأصل، تعد سيارات الكارافان الحديثة بمثابة منازل فارهة تسير على عجلات حيث أنها ترفع شعار الفخامة والأبهة وتزخر بسبل الراحة والترفيه من أجل الاستمتاع بتجربة تخييم رائعة.
وكان اللافت خلال المعارض السنوية هو ظهور نماذج لكرافانات كهربائية، ما يشير إلى أن السباق يتسارع نحو موديلات صديقة للبيئة تتماشى مع التوجه العام للعديد من الحكومات وخاصة في أوروبا.