أعلن البنك المركزي الأوروبي أمس (الأربعاء)، إطلاق مشروع رائد لسنتين، لتبني اليورو على أمد أطول، لمواجهة تزايد اللجوء إلى الدفع الافتراضي وانتشار العملات المشفرة. وأطلق البنك المركزي «المرحلة الاستقصائية» لمشروع اليورو الرقمي الذي يهدف إلى تقديم «الشكل الأكثر أماناً للعملة» وهو «أموال البنك المركزي»، حسب بيان نُشر بعد اجتماع مجلس المحافظين في فرانكفورت.
وأضاف البيان أن القرار الحازم بشأن إطلاق اليورو الرقمي لن يأتي إلا بعد هذه المرحلة الاستكشافية.
وإذا سارت الأمور على ما يرام، يمكن لليورو الرقمي أن يرى النور بحلول عام 2025 وأن يُضاف إلى وسائل الدفع التي يستخدمها المواطنون.
يريد البنك المركزي الأوروبي مواكبة عمليات الدفع عبر الإنترنت التي تضخمت مع جائحة «كوفيد – 19»، فحتى في ألمانيا حيث احتفظت النقود بالصدارة لفترة طويلة، زاد إنفاق المستهلكين في عام 2020 عبر البطاقات لأول مرة.
ويخشى البنك المركزي الأوروبي من أن تستفيد من هذا الإقبال العملات الافتراضية الخاصة أو عملات أجنبية.
وقال وزير المالية الألماني أولاف شولتز، مؤخراً إن «أوروبا ذات السيادة تحتاج إلى حلول دفع مبتكرة وتنافسية».
سيسمح اليورو الرقمي للأسر والشركات بإيداع هذه العملة مباشرةً في حساب مفتوح لدى البنك المركزي فيما الأمر مُتاح حتى الآن فقط للبنوك التجارية. وستتمتع هذه الأموال بالحماية من أي مخاطر. وهذه تعد حجة قوية في وقت وصل فيه مشروع ضمان الودائع الأوروبي إلى طريق مسدود.
ويَعِد البنك المركزي الأوروبي أيضاً باستخدام سريع وسهل وآمن لدفع ثمن المشتريات في المتاجر الكبرى وعبر الإنترنت عبر تطبيق للهاتف الذكي على سبيل المثال وأيضاً في وضع عدم الاتصال باستخدام بطاقات الدفع المشابهة لبطاقة السحب (ديبت كارد).
على سبيل المثال، سيتمكن المستخدمون من إجراء تحويلات أو مدفوعات بين الأوروبيين مقابل رسوم مصرفية بسيطة باستخدام «محفظتهم» الرقمية باليورو والمتاحة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. العملات المشفرة مثل «بتكوين» ليست طريقة دفع رسمية. ووحدة الحساب الخاصة بها لا تحددها الدولة ولكن تُصدرها مؤسسات خاصة أو يتحكم فيها المشاركون في شبكة معلوماتية. يُنظم إصدار عملات «بتكوين» الجديدة من خلال خوارزمية ولا تقوم بذلك لجنة للسياسة النقدية. تريد البنوك المركزية تحقيق الاستقرار في عالم العملات الرقمية الذي يشهد مضاربات حادة يجعل سعرها متقلباً جداً.
ويصر البنك المركزي الأوروبي على أن «اليورو اليوم يجب أن يساوي اليورو غداً، نقداً أو رقمياً». يتعين على البنك المركزي الأوروبي أن يأخذ في الاعتبار مخاوف الأوروبيين بشأن المخاطر التي تهدد حماية خصوصيتهم، وهي الأولوية القصوى التي تم التعبير عنها خلال المشاورات التي أجراها مؤخراً. يقول البنك المركزي الأوروبي إن البيانات يجب أن تحظى بحماية أفضل مع استخدام اليورو الرقمي مقارنةً مع ما يوفّره القطاع الخاص من حماية.
لذلك، يفكر البنك المركزي الأوروبي في فرض ضرائب على الودائع بأموال البنك المركزي التي تتجاوز حداً معيناً، 3000 يورو على سبيل المثال، كما قال فابيو بانيتا، عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي في مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز». كما لا ينبغي تفاقم الفجوة الرقمية داخل المجتمعات. ويقول بانيتا: «سنواصل توفير العملة النقدية».