الصور التي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي عن عمليات سطو في المطار على مواد وتجهيزات طبية من المساعدات العربية والدولية، جرى نفيها من قبل قيادة الجيش وإدارة المطار. لكن المناسبة فتحت الباب على تساؤلات عن مصير هذه المساعدات والمستشفيات التي توزعت عليها.
من المعلومات التي توافرت لدى «اللواء»: من أصل ١٦٨ مستشفى في لبنان ١٣٨ مستشفى خاصا و٣٠ حكوميا، جرى حتى الآن توزيع مواد وتجهيزات طبية على ٣٦ مستشفى خاصا و١٢ مستشفى حكوميا. والبيانات الرسمية عن التوزيع لم تحدد أنواع وكميات المواد والتجهيزات الموزعة والمعايير التي اعتمدت في اختيار المستشفيات من حيث درجة الخدمات التي قدمتها في عمليات الاغاثة وعدد المرضى وعدد الأسرّة. وبما يعزز الثقة المحلية وثقة الدول والجهات التي قدمت هذه المساعدات لا سيما بعد دعوة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأن تجري عمليات التوزيع «بعيدا عن الأيدي الفاسدة»!
أكثر المستشفيات لم تتسلم أي مساعدات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مسؤولو مستشفيات تحدثوا لـ «اللواء» منهم مديرة مستشفى خوري في رأس بيروت فاتن أبو غايدا التي قالت: «وجهنا رسائل للجهات المختصة ولم نتسلم شيئا حتى الآن». أما المدير المالي في مستسفى نجار فقال: «لم نعلم عن الأمر شيئا ولم نتسلم أي شيء ولم يتصل بنا أحد». فيما مدير عام مستشفى دار العجزة الإسلامية الدكتور محمود فاعور قال: «لدينا ما يتراوح بين ٥٠٠ و٦٠٠ مريض ومع ذلك لم يتصل بنا أحد ولم نتسلم أي مساعدات من أي نوع». والنتيجة نفسها لدى مستشفى معربس حيث قال مديره إيلي معربس: «لم نتسلم أي شيء. وجّهنا رسالة الى الجهة المختصة ولم نتلق حتى الآن أي جواب».
بعض مدراء المستشفيات قال: «لم يتصلوا بنا ولم نتصل بهم واعتبرنا انهم ربما يوزعونها على محتاجين». والبعض عندما سألناهم: «لماذا لم ترسلوا رسائل تطلبون فيها ما يحق لكم من مساعدات»؟ أجابوا: هم يعرفون كل مستشفى في لبنان. ويعرفون ما قدّمت وما قدّمنا. ولن نطلب، ولن نستجدي»!
الجهات المقدّمة للمساعدات
أكثرية الدول أرسلت كل منها الى جانب المواد الطبية والغذائية أكثر من فريق طبي وهي: تشيكوسلوفاكيا وبولندا وايطاليا وألمانيا وتركيا والجزائر. ومدّت المملكة العربية السعودية جسرا جويا من مختلف أنواع المواد والتجهيزات الطبية والمستلزمات المنزلية. وقررت الكويت إعادة بناء اهراءات القمح وأرسلت طائرة مواد طبية وغذائية. وقدّمت كل من الامارات وسويسرا مستلزمات طبية للجيش اللبناني. وقدّم المغرب والأردن وقطر وإيران مستشفيات ميدانية. وقدمت مواد طبية كل من مصر والبحرين وسلطنة عمان واليونان وقبرص وباكستان وكازاخستان وروسيا وألمانيا. وقدّم رجل الأعمال الاماراتي خلف الحبتور ألف سرير طبي على مدى شهر كامل..