يراهن المغرب على جمع القارة الأفريقية تحت أهداف مشتركة تدعم التنوع البيولوجي وذلك عبر صندوق لتمويل هذه النفقات في وقت تشتد فيه تحديات المناخ، لتحقيق نمو مستدام ومنخفض الكربون يخلق فرص العمل.
وفي هذا السياق دعا وزير الطاقة والمعادن والبيئة، السيد رباح، خلال الاجتماع المنعقد مؤخرا عن بعد، إلى “إنشاء صندوق أفريقي للتنوع البيولوجي”، مشددا على أن “هذا الصندوق يمكّن البلدان الأفريقية من مواجهة التحديات المتعلقة بتدبير وتثمين الموارد الطبيعية”.
وحسب بلاغ لوزارة الطاقة، فإن رباح ذكّر خلال الدورة الاستثنائية الثامنة للمؤتمر، بالتقدم المحرز في تفعيل لجان المناخ الثلاث المنبثقة عن قمة العمل الأفريقية، والتي أحدثت بمبادرة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، على هامش قمة المناخ (كوب 22) والمتمثلة في لجنة حوض الكونغو، ولجنة الساحل، ولجنة الدول الجزرية.
وجدد بالمناسبة، التزام المغرب بمواصلة التعاون مع نظرائه الأفارقة لتحقيق الأهداف المحددة، بشكل مشترك، من أجل تعاف فعال لأفريقيا من وباء كوفيد – 19 مع ضمان تحقيق تنمية مستدامة ومتكيفة ومنخفضة الكربون.
وأشار الوزير في مداخلته، حسب المصدر ذاته، إلى أن الوباء إذا كان ولّد أزمة عالمية غير مسبوقة، تنضاف إلى الوضع المقلق المتعلق بالاحتباس الحراري وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث، فإنه بالمقابل يشكل فرصة للبلدان الأفريقية، لتحقيق نمو مستدام ومنخفض الكربون بإمكانه جلب العديد من فرص الاستثمار ومناصب الشغل والقيمة المضافة.
وقد شارك السيد رباح في المؤتمر إلى جانب وزراء البيئة الأفارقة، والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ورئيس جمعية الأمم المتحدة للبيئة، والأمينات التنفيذيات للاتفاقيات الأممية بشأن تغير المناخ والتنوع البيولوجي، والأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة حول مكافحة التصحر، فضلا عن ممثلي المنظمات الجهوية والدولية.
وشكلت هذه الدورة الاستثنائية فرصة للوزراء الأفارقة المسؤولين عن البيئة، للاتفاق على موقف مشترك ترقبا للاجتماعات الدولية المقبلة لسنة 2021. ويتعلق الأمر، يضيف البلاغ، بالدورة الخامسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، والدورة الـ15 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، والدورة الـ26 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، مشيرا إلى أن المؤتمر مكّن من مناقشة مشروع برنامج الانطلاق الأخضر لأفريقيا، للاستجابة وبشكل مستعجل، لدعم القطاعات الرئيسية الأكثر تضرراً من وباء كورونا، وبالخصوص السياحة البيئية والاقتصاد المرتبط بالتنوع البيولوجي.
وفي ختام هذا الاجتماع صادق وزراء البيئة الأفارقة على إعلان يلتزمون فيه بتوحيد الجهود لتسريع انطلاقة اقتصادية خضراء ومدمجة، بهدف تشجيع الاقتصاد والنظم الاجتماعية بالقارة الأفريقية، بعد الهزات التي عرفتها والمرتبطة بالجائحة.
ويعد الحفاظ على التنوع البيولوجي مشغلا من المشاغل البيئية المركزية، حيث تهتم معظم الدول بهذا الملف نظرا لكونه يمثل تهديدا وجوديا.
وبالتزامن مع هذه الجهود الأفريقية تندرج قمة المناخ في سياق مكافحة انبعاثات الكربون وتأجلت القمة التي كان من المقرر أن تنظمها الأمم المتحدة في مدينة غلاسكو باسكتلندا في نوفمبر الماضي، بسبب جائحة فايروس كورونا.
وكان التأجيل من بين العراقيل التي لم يكن يتوقعها الخبراء أمام هذه القمة المصيرية لمواجهة الاحتباس الحراري، والذين حذروا في السابق من أن الطريق إلى الأمان المناخي مليء بالمخاطر.