المنقوشة” جزء من حياة معظم اللبنانيين اليومية، خصوصاً بعدما أصبحت تُخبز بالشوفان وغيرها من الخلطات الصحية. وسر حب اللبنانيين لها، ليس فقط طعمها المميز الذي لا يمكن تذوقه إلا في وطن الأرز، ولكن أيضاً لكلفتها المتدنية وسرعة تحضيرها. أما المغتربون، فملاذهم الوحيد للتمتع بنكهة البلاد هي عبر “تفريز” المناقيش وأخذها معهم إلى البلدان التي يعيشون فيها. كثرة سفره خلال عمله السابق، عانى عبد جوهر من هذا الأمر ولم يكن يجد طعاماً سريعاً ونظيفاً للفطور، وبالأخص “المنقوشة اللبنانية”، لذلك قدّم فكرة آلة تصنعها يمكن اعتمادها في الخارج لمشروع شهادة الماجيستير لاقت استحساناً من الجامعة الأميركية في بيروت، وكانت سبباً بفوزه في مسابقة جامعية دعمت مشروعه.
اسم الآلة Thymetastic وتعد أول منتج لشركة AkelTech، التي توفر خدمة الطعام الساخن. وتبيع Thymetastic أطعمة متنوعة بتقنية وجودة عالية وسرعة فائقة لا تتخطى الدقيقتين. ورغم أنّ التركيز الأساسي على المنقوشة إلا أنّها تُقدّم أيضاً الكرواسون والدوناتس وغيرها، بكلفة تبدأ بـ 2000 ليرة لبنانية ويمكن الافادة من هذه الآلة عبر وضعها في الجامعات أو المكاتب التي تبعد عن مطاعم الطعام.
كثيرون حالياً يعبّرون عن غضبهم نتيجة “سرقة” الآلة مهنهم، ولكن في ظل التطوّر العالمي الحاصل تظهر وظائف جديدة يعمل شبابنا على إتقانها، وهذا ما جسّده جوهر مع شريكه هادي بستاني من خلال Thymetastic إذ تتمتع بتكنولوجيا الروبوت وموصولة عبر الانترنت لإمكانية تصليحها وتطويرها بشكل مستمر، ولذلك ستُوضع 4 أو 5 آلات منها في لبنان لإجراء الاختبارات قبل تطبيقها على الآلات الموجودة في الخارج، علماً أنّ الهدف الأساسي والمشروع المستقبلي هو بيعها في دول العالم حيث الطلب عليها كبير، وتالياً لن تكون منافسة للأفران أيضاً.
ويعتقد جوهر أنّه بعد نحو 10 سنوات سيُصبح قطاع المطاعم “ممكنناً”، وستتجه العلامات التجارية الكبرى إلى البحث عن طرق بديلة لضمان جودة ونظافة وسرعة أكبر في إنتاج المأكولات. وعن Thymetastic، يقول إنّ “التوفير في أجور العمّال يوضع في جودة الطعام والتقنيات المعتمدة فيها خصوصاً أنّها تتضمن شاشة ذكية يمكن للزبون أن يشاهد إعلانات أو يستمتع بالألعاب خلال فترة انتظاره “المنقوشة”، والدفع يتم عبر بطاقة الائتمان أو عبر الهاتف. أما الخاصية الأهم فهي انّ صاحب الآلة يمكنه رؤية ما يجري داخلها ومراقبة عملية البيع باستمرار من أي مكان”.