“النافعة” شمالاً: مهمّات كثيرة على عاتق خمسة موظفين

هل يُعقل أن تستمر مصلحة تسجيل السيارات والآليات المخصصة لعدد من المحافظات والأقضية بالعمل، فيقوم بالمهمات جميعها خمسة موظفين فقط؟ هذا ما يحصل في مصلحة الشمال (النافعة)، التي تعاني نقصاً حاداً في عدد الموظفين المكلّفين، وفي عدد العناصر الأمنية (الدرك) المكلّفة حماية أمن النافعة وتسيير شؤون الناس وتسهيلها، إذ لم ترسل وزارة الداخلية عناصر درك لإدارة العمل في نافعة الشمال، كما جرى مع المراكز في المناطق الأخرى.

وتقدّم النافعة في الشمال خدمات تسجيل السيارات والآليات لمناطق عكار وطرابلس والكورة ومختلف المناطق الشمالية، وهي إلى الآن من دون موظف أرشيف، وعاد العمل إليها بشكل أوسع بالمهمات يوم الثلاثاء الماضي، ولكن قدر المستطاع مع عودة المستخدمين عن إضرابهم، وعددهم 3 في النافعة الشمالية، علماً أنّها في حاجة إلى قرار سياسي بتيسير وتسيير أمورها بعدما تقدّم رئيس مصلحة تسجيل السيارات والآليات في الشمال فهد الحزوري بعدد من الكتب الرسمية في هذا الشأن إلى الإدارة المعنية بالتسلسل، سواء لزيادة عديد الموظفين أو الأمنيين أو الإبلاغ عن موظفين متغيبين. وكذلك كان الإبلاغ عن أهمية صيانة وترميم المبنى المتهالك في العديد من أجزائه، ولم تتحرك الجهات المعنية لسدّ الثغر بما يساهم في تطوير عمل النافعة وخدماتها.

كذلك تحتاج النافعة إلى عدد موظفين لا يقل عن 20 موظفاً في وظائف مختلفة كالمحررين وعمال الميكانيك والحجّاب وغيرهم، لكي تتمكّن من تلبية احتياجات المواطنين المتزايدة وانجاز العديد من المعاملات المتأخرة. وتقدّم نافعة الفوار حالياً الكشف على السيارات الأجنبية حسب التسلسل، واستصدار دفاتر سَوق، بالإضافة إلى تجديد الدفاتر المنتهية، ومن شأن زيادة عدد الموظفين أن يجعل مصلحة تسجيل السيارات والآليات تعود إلى العمل بشكل كلي، لفكّ الرهن والحجز وكل المعاملات التي تجرى عادة في المصلحة.

وتحاول الإدارة والموظفون، على قلّتهم، إجراء بعض الخطط والتسهيلات من أجل تأمين حسن سير العمل ومنع الزحمة داخل المركز، وذلك بالمتوفّر من الإمكانات وهي قليلة بطبيعة الحال، خصوصاً إذا ما علمنا أن النقص في الموظفين قد وصل إلى حد الافتقار الى عمال تنظيفات، والى شركة متعهدة، وهي مشكلة تضاف إلى المشكلات التي تعانيها النافعة الشمالية. والمسؤولون في الدولة يعلمون بكل ذلك ولديهم الكتب الرسمية، ولا يُقدمون على خطوة أو يقدّمون حلولاً مطلوبة، وأضعف الايمان لا يزورون النافعة للإطلاع على أوضاعها والسؤال عن احتياجاتها.

ويعلو صوت المواطنين شمالاً وبشكل دائم للمطالبة بنقل مركز النافعة من الفوار- مجدليا إلى مكان أوسع وأقل ازدحاماً في طرابلس أو في ضواحيها أو حتى في أي قضاء شمالي آخر، وذلك من شأنه أن يحدّ من سيطرة بعض المتسلّطين بسلطة الأمر الواقع على النافعة وعلى المواطنين، طالما أن الأجهزة الأمنية لا تريد التعامل معهم بحزم لوجود غطاء سياسي فوق هؤلاء. كذلك يطالب المواطنون بضرورة إنشاء مركز أو أكثر للمعاينة في الشمال يكون بعيداً عن مركز النافعة من أجل تخفيف الإزدحام والمعاناة والطوابير التي باتت من روتين العمل اليومي في النافعة والمأزق الذي لا يتمنى أي مواطن أن يقع فيه.

الجدير بالذكر أنّ مصلحة تسجيل السيارات والآليات في الشمال هي المصلحة الوحيدة التي تجمع في حرمها مركز المعاينة الميكانيكية، وكان هناك في السابق وقبل سنوات اتجاه لإنشاء مركز للمعاينة في عكار للمواطنين العكاريين ومركز آخر في طرابلس لباقي الأقضية، من أجل فصل مركز النافعة عن مركز المعاينة الميكانيكية، ولكن بقيت هذه القرارات في الأحاديث والتصريحات على الطريقة اللبنانية ولم تتحوّل واقعاً.

مصدرنداء الوطن - مايز عبيد
المادة السابقة“هارفارد” “تطبطب” على المصرفيين وتسلخ جلد الدولة والمودعين!
المقالة القادمةعودة الناتج إلى ما كان عليه قبل الأزمة… ليس قبل 2040