تراجعت أسعار النفط خلال جلسة أمس الثلاثاء، لتتخلى عن معظم المكاسب التي حققتها الجلسة الماضية، بعد إعلان السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، اعتزامها زيادة خفض الإنتاج، وقرارات «أوبك بلس».
وتراجعت العقود الآجلة لمزيج برنت 1.55 في المائة إلى 75.52 دولار للبرميل بحلول الساعة 14:58 بتوقيت غرينتش. وخسر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.66 في المائة ليسجل 70.46 دولار للبرميل.
وبرزت تصريحات أميركية فور ارتفاع الأسعار بعد إعلان السعودية تخفيضاتها الطوعية مع قرارات «أوبك بلس» بتعديل مستوى أساس الإنتاج، بإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تركز على أسعار النفط «وليس على البراميل».
كان برنت قد ارتفع 2.6 دولار في جلسة الاثنين، وزاد الخام الأميركي 3.3 دولار بعد بضع ساعات من تعهد السعودية اعتزامها خفض إنتاجها بمقدار مليون برميل يومياً إلى 9 ملايين برميل يومياً في يوليو (تموز).
يأتي هذا الخفض الطوعي، وهو أكبر خفض تقرره السعودية منذ سنوات، بالإضافة إلى اتفاق أشمل لتحالف «أوبك بلس» الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا للحد من المعروض في مسعى لدعم أسعار الخام. ويضخ تحالف «أوبك بلس» حوالي 40 في المائة من إنتاج النفط الخام العالمي.
وقال محللون في «سيتي بنك»، إن من غير المرجح أن يؤدي خفض السعودية إنتاجها من النفط بواقع مليون برميل يومياً إلى «زيادة مستدامة في الأسعار» في نطاق أعلى من 80 دولاراً وأقل من 90 دولاراً بسبب ضعف العوامل الأساسية التي تشير إلى انخفاض الأسعار بنهاية العام.
وذكر محللو «سيتي» في مذكرة: «نتوقع أن يتحرك متوسط الأسعار الفصلية في نطاق محدود إلى حد ما وسيبلغ في المتوسط 81 دولاراً لبرنت في كل من النصف الأول والنصف الثاني، لكن مع احتمال أن يتراوح بين 72 دولاراً و90 دولاراً».
وأشار محللو البنك إلى أن بعض العوامل، مثل ضعف الطلب وتزايد الإمدادات من خارج منظمة «أوبك» بحلول نهاية العام والركود المحتمل في الولايات المتحدة وأوروبا وتراجع النمو في الصين، قد تؤدي إلى انخفاض الأسعار بدلاً من ارتفاعها هذا العام وفي العام المقبل.
ووصل إجمالي تخفيضات تحالف «أوبك بلس»، الذي يضم «أوبك» وحلفاء بقيادة روسيا، الآن إلى 3.66 مليون برميل يومياً بما يعادل 3.6 في المائة من الطلب العالمي بغية الحد من الإمدادات حتى عام 2024 مع سعي التكتل لتعزيز أسعار النفط المتراجعة.
وقال سيتي إن «الأمر سيتطلب تنسيقاً أفضل بين منتجي (أوبك بلس) لتقليص المعروض في الأسواق… واحتمال أن تتعامل السعودية مع هذا الأمر بمفردها وبشكل دائم منخفض للغاية».
وأشارت المذكرة إلى أنه إذا أبقت السعودية على حجم إنتاجها عند 9 ملايين برميل يومياً طوال الربع الثالث، فإن العجز خلال هذه الفترة سيزيد إلى أكثر من مليون برميل يومياً، وسيؤدي إلى توازن أسواق النفط العالمية بشكل كبير هذا العام، ولكن الأسواق ستشهد فائضاً كبيراً في 2024.
وقال محللون آخرون إن النقص العالمي في الإمدادات قد يتفاقم في الربع الثالث بعد خفض السعودية إنتاجها، وقد يدفع أسعار برنت صوب 100 دولار للبرميل بنهاية العام.