استقرت أسعار النفط امس الاثنين وسط حالة من الغموض السياسي في الولايات المتحدة والشرق الأوسط، ما بدد بعض ضغوط ارتفاع الدولار والطلب الضعيف في الصين.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 17 سنتا أو 0.20 في المائة إلى 84.86 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:02 بتوقيت غرينتش. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 18 سنتا أو 0.22 في المائة إلى 82.03 دولار للبرميل.
وانخفض سعر النفط الخام الأسبوع الماضي بعد مكاسب لأربعة أسابيع، إذ قوبلت آمال انتعاش الطلب في الصيف في الولايات المتحدة بمخاوف أخرى بشأن الطلب في الصين.
وعززت البيانات الصينية يوم الاثنين هذا القلق، إذ أظهرت أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم نما 4.7 في المائة في الربع من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران)، في أبطأ وتيرة منذ الربع الأول من عام 2023. وأظهرت بيانات منفصلة يوم الجمعة أن واردات الصين من النفط الخام تراجعت 2.3 في المائة في النصف الأول من هذا العام.
ومع هذا، دفع استمرار تأثير المخاطر الجيوسياسية النفط إلى الارتفاع وسط حالة الضبابية بشأن الوضع المتقلب في الشرق الأوسط، إلا أن الطاقة الفائضة الوفيرة لدى أعضاء في أوبك حدت من دعم الأسعار، كما يقول محللون.
كما لا تزال أسواق النفط مدعومة على نطاق واسع بتخفيضات الإمدادات من «أوبك بلس». وقالت وزارة النفط العراقية إنها ستعوض أي فائض في إنتاج النفط منذ بداية عام 2024.
وقال محللو «آي إن جي» بقيادة وارن باترسون: «في حين أن الأساسيات لا تزال توفر الدعم، هناك مخاوف متزايدة بشأن الطلب تنبع إلى حد كبير من الصين».
ومن جانبه، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الاثنين إن سوق النفط العالمية ستكون متوازنة في النصف الثاني من العام وما بعد ذلك بفضل اتفاق تحالف «أوبك بلس» بشأن الإنتاج.
وينفذ تحالف «أوبك بلس»، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء منهم روسيا، سلسلة من تخفيضات الإنتاج منذ أواخر 2022 لدعم السوق.
واتفق التحالف في الثاني من يونيو الماضي على تمديد الخفض السابق البالغ 2.2 مليون برميل يوميا حتى نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، وإلغائه تدريجيا اعتبارا من أكتوبر (تشرين الأول).
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأسبوع الماضي إن الطلب العالمي على النفط سيتجاوز الإنتاج بنحو 750 ألف برميل يوميا في النصف الثاني من 2024 بسبب انخفاض إنتاج «أوبك بلس».
وأشار تقرير «أوبك» الأسبوع الماضي أيضا إلى عجز في إمدادات النفط في الأشهر المقبلة وفي عام 2025.
وردا على سؤال حول أوضاع سوق النفط في النصف الثاني من العام اعتبارا من الخريف عندما يبدأ تحالف «أوبك بلس» في إلغاء بعض تخفيضات الإنتاج، قال نوفاك: «السوق ستكون دائما متوازنة بفضل تحركاتنا».