هل ان أزمة النفايات الى الحل شمالاً؟
هذا ما أعلنه وزير البيئة فادي جريصاتي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده ضمن سرايا طرابلس بحضور النائب ميشال معوض، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا ممثل عن النائب طوني فرنجية رؤساء بلديات وأمنيين، حيث أعلن الوزير جريصاتي الموافقة على انشاء مكب للنفايات في منطقة تربل قضاء المنية الضنية كحل مؤقت للأزمة المتفاقمة جراء اقفال مكب عدوة منذ ما يقارب الأربعة أشهر، مما حول أقضية الشمال (المنية الضنية بشري زغرتا والكورة) الى ما يشبه المكب الكبير.
الوزير جريصاتي أكد خلال اللقاء على أن كل التيارات السياسية قد وافقت على هذا الاقتراح كون الشمال يعيش اليوم “حالة طوارئ” وقال: “أزمة النفايات في الأقضية الأربعة المتضررة الى الحل قريباً، ونحن اليوم نعيش يوم تاريخي بعدما نجحنا في تخطي العلب الصغيرة التي سعى بعض المتخلفين الى وضعنا بها عبر تصنيف النفايات بلون ومذهب ودين، تخطينا وأنجزنا ووضعنا مصلحة أهلنا فوق كل المصالح، الحل اليوم عابر لكل الطوائف والمذاهب يشبهنا كلبنانيين وهذا أول انجاز، الانجاز الثاني أن اتحادات البلديات كلها تتعاون في سبيل انقاذ أقضيتها كونه ما من حل لمشكلة النفايات ضمن دائرة صغيرة، باسم رئيس الحكومة وباسمي أشكر كل الأحزاب والقوى السياسية على الأرض والتي ساعدتنا كثيراً في هذا الانجاز”.
وفي الوقت الذي كان الوزير جريصاتي يحتفل فيه مع القوى السياسية ورؤساء اتحادات البلديات والتي ملت من شكاوى المواطنين تجاه النفايات المتراكمة في شوارعها، كان الأهالي في منطقة تربل والجوار يقومون بكل التجهيزات من نصب للخيم وتأمين ما يلزم لتنفيذ اعتصامات مفتوحة بهدف منع اقامة مكب للنفايات ضمن مناطقهم، مكب يستقبل نفايات كل الأقضية الشمالية باستثناء عكار، وهذا ما لن يقبلوا به ولن يسكتوا عنه، مستغربين كل الاستغراب من الكلام الذي جاء على لسان وزير مفترض أنه يمثل الشعب ولا يمثل عليه، فكيف يتباهى بإنجازات ضارباً بعرض الحائط معارضة “المواطنين”؟؟!!!
الأهالي الذين أبدوا استياءهم من هذا القرار، أكدوا وقوفهم الى جانب بعضهم البعض للتصدي لهذا المشروع الذي يقضي على حياتهم، مناشدين رؤساء البلديات واتحاد البلديات الذين شاركوا في هذا اللقاء معلنين موافقتهم على انشاء المكب، التراجع عن خطيئتهم قبل فوات الأوان.
وكان الأهالي توجهوا بكتاب الى وزير البيئة يعترضون فيه على انشاء مكب للنفايات في تربل قضاء المنية الضنية، وقد تضمن الكتاب تواقيع بلديات ومخاتير وفعاليات قرى وبلدات تربل والمناطق المجاورة، طالبوا فيه بضرورة اتباع قرار يلزم اتحاد البلديات التخلص من نفاياتهم ضمن نطاقهم الجغرافي، كون جبل تربل يتوسط العشرات من القرى والبلدات ويشكل المتنفس الوحيد لها وهو منطقة واعدة تستقطب المستثمرين من المنطقة والجوار وفي مقدمتهم مشروع الـ “Mirador ” الرائد على المستوى الوطني، هذا الجبل الذي تنبع من سفوحه وعلى منحدراته عشرات الينابيع والذي يختزن كميات هائلة من المياه العذبة التي ترفد الآبار والمياه الجوفية التي يستخدمها عشرات آلاف الناس كمياه صالحة للشرب ولري سهل المنية والجوار.
فمن الفوار الى دير عمار فكفريا واليوم تربل كل الطروحات لإنشاء مكبات للنفايات مرفوضة من قبل المواطن ومرحب بها من قبل السياسيين ورؤساء البلديات العاجزين عن ايجاد حلول جذرية للنفايات منذ سنوات طويلة وليس انطلاقاً من أزمة اليوم، فكيف سيتم التعامل مع هذه المضلة؟؟؟
مختار بلدة تربل
مختار بلدة تربل بهيج جريج قال لموقع “اللواء”:” اتخذ القرار وزير البيئة بإنشاء مكب للنفايات للأقضية الأربعة، وهذا أمر مرفوض ضمن جبل تربل، الجبل الذي يتمتع بالهواء العليل وجمالية المنظر، نحن لن نقبل بالقرار وسنثور بالطرق السلمية فضلاً عن توجيه الكتب القانونية لكل المعنيين، وسنعمل مع 14 قرية متضررة من هذا المكب على توقيف القرار، كون القرى لا تستوعب هذا الكم الهائل من النفايات”.
وتابع:” نسأل هل صحيح انشاء المكب في الجبال؟؟؟ مكب النفايات يجب أن يكون على الساحل، نسلم جدلاً بالهواء المتلوث فهل يجب التسليم أيضاً بالمياه الجوفية التي ستتلوث جراء المكب؟؟؟ سنقف في وجه المشروع بكل ما أوتينا من قوة، والأهالي بدأوا بالتجمع وسيكملون وسيقفون بوجه أي آلية للنفايات، لماذا يطلب منا أن نكون فداء عن أربعة أقضية؟؟؟ كفانا استهتاراً بنا عبر عقود مرت، وان كنا سلمنا بالسابق فإننا لن نرضخ اليوم”.
وختم المختار جريج: “هناك تقصد دائم لاستهداف المناطق الموجودة على تخوم الأقضية، نتمنى أن يعود وزير البيئة عن قراره ويتخلى صاحب الأرض “كميل مراد” عن استهتاره بأهل المنطقة خدمة لمصالحه الشخصية”.