أظهرت بيانات أن مبيعات التجزئة الألمانية ارتفعت أكثر بكثير من المتوقع في أغسطس (آب) الماضي، مما ينعش آمالا في أن إنفاق الأسر بأكبر اقتصاد في أوروبا سيقود تعافيا قويا في الربع الثالث من صدمة فيروس كورونا، في الوقت الذي يتراجع فيه معدل البطالة.
وكشفت بيانات من مكتب الإحصاءات الاتحادي أن مبيعات التجزئة قفزت 3.1 في المائة على أساس شهري بالأسعار الحقيقية بعد انخفاض معدل بالصعود بنسبة 0.2 في المائة في يوليو (تموز). وأشارت توقعات رويترز إلى زيادة 0.5 في المائة.
وعلى أساس سنوي، ارتفعت مبيعات التجزئة 3.7 في المائة بالأسعار الحقيقية بعد زيادة معدله صعودا بواقع 5 في المائة في الشهر السابق بحسب ما كشفته البيانات. ومبيعات التجزئة معيار متقلب عادة ما يخضع للتعديل.
كما أظهرت بيانات أمس، انخفاض أعداد العاطلين عن العمل في ألمانيا للشهر الثالث على التوالي في سبتمبر (أيلول) في مؤشر إيجابي لإنفاق الأسر الذي يُنتظر أن يقود التعافي من أزمة كورونا في أكبر اقتصاد في أوروبا.
وقال مكتب العمل إن عدد العاطلين عن العمل نزل بواقع ثمانية آلاف إلى 2.907 مليون بعد التعديل في ضوء عوامل موسمية. وهبط معدل البطالة إلى 6.3 في المائة من 6.4 في المائة في الشهر السابق.
وانخفض عدد من يعملون بدوام جزئي، وهو نظام جنب سوق العمل تداعيات الجائحة، إلى 4.24 مليون في يوليو من ذروة عند نحو ستة ملايين في أبريل (نيسان) في أوج الجائحة.
في غضون ذلك، يتعرض كبار السن في ألمانيا لخطر الفقر بشكل متزايد. فقد أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي أمس في مدينة فيسبادن، أن الزيادة في معدل التعرض لخطر الفقر منذ 2005 كانت الأكبر بين المجموعة التي تبلغ من العمر 65 عاما فأكثر.
وبحسب البيانات، بلغت نسبة الأشخاص المعرضين لخطر الفقر بين هذه الفئة العمرية 15.7 في المائة، بزيادة قدرها 4.7 نقطة مئوية مقارنة بعام 2005. وتقترب هذه النسبة من نسبة خطر الفقر لإجمالي عدد السكان، والتي ارتفعت هنا بمقدار 1.2 مئوية إلى 15.9 في المائة.
وفي جمهورية ألمانيا الاتحادية، يُعرّف الفقر من حيث دخل الأسرة والفرص الناتجة عن المشاركة في المجتمع. وبالنسبة للأفراد المقيمين بمفردهم، بلغ هذا الحد 1074 يورو شهريا في عام 2019.
وفي العام الماضي، كان كبار السن أكثر عرضة لخطر الفقر في ولاية زارلاند، حيث بلغت نسبتهم 18.4 في المائة، تليها ولاية راينلاند – بفالتس بنسبة 17.8 في المائة، ثم بافاريا بنسبة 17.5 في المائة.
وبحسب بيانات مكتب الإحصاء، فقد كان أدنى مستوى في ولاية براندنبورغ بنسبة 12.5 في المائة، ثم شليزفيغ – هولشتاين بنسبة 13 في المائة، وتورنجن وساكسونيا بنسبة 13.4 في المائة لكل منهما.
وتظهر الإحصائيات أعلى زيادة منذ عام 2005 في برلين بمقدار 7.4 نقطة مئوية إلى 14.8 في المائة، وشمال الراين – ويستفاليا بواقع 7.1 نقطة مئوية إلى 16.8 في المائة.
وكانت الزيادة مماثلة في شرق ألمانيا وغربها، لكن المستوى كان مختلفا: ففي عام 2019، كان المعدل في شرق ألمانيا البالغ 13.8 في المائة أقل من غرب ألمانيا (16.2 في المائة). ومع ذلك، فإن زيادة المعدل في ألمانيا الشرقية له وقع أكثر أهمية، حيث إن السكان هناك أكثر تقدما في السن، ويرجع ذلك جزئيا إلى الهجرة من هناك وتراجع الهجرة إلى شرق ألمانيا، بحسب بيانات مكتب الإحصاء.