أنشأت مجموعة من الشباب المتخصص في مجال الزراعة، تطبيقاً يساهم في توعية الناس بالطرق الزراعية الصحيحة. ويقف خلف هذا المشروع مجموعة من الأصدقاء، تطوّعوا لإنجاح التطبيق الإلكتروني على الهواتف الذكية، في محاولة لتذليل المشاكل التي يعاني منها قطاع الزراعة في لبنان، وسط إهمال الدولة.
بدأت الفكرة مع سليم زوين، في تشرين الأول من عام 2019. وبعد مناقشات مطوّلة، أسس مع زملائه نقولا دواليبي وحنا ميخائيل وريتا مخول وبيرلا حايك وهلا سلوم، مجموعة «إزرع»، على موقع «فايسبوك» في كانون الثاني 2020. وكان اللافت أن تلك الصفحة جذبت بالدرجة الأولى الفئات العمرية الشابة، ما بين 20 و40 سنة، ما شجّع المجموعة على تطوير تطبيق «إزرع+» لجذب الشباب، والذي سيصبح نافذاً بين كانون الثاني وشباط المقبلين.
وبحسب زوين، فإن الهدف الأساسي من هذا التطبيق هو «دعم صغار المزارعين الذين يشكّلون حوالى 70% من اللبنانيين، ويزرع كلّ منهم حوالى عشرة دونمات أو أقل»، مشيراً إلى أن تلك الفئة «لا تستشير مهندساً زراعياً متخصصاً بسبب ارتفاع كلفته. وعليه، هم يعتمدون على تجاربهم الخاصة أو على نصائح زملائهم».
انبرى زوين وزملاؤه كمهندسين زراعيين إلى توفير تلك الخدمة إذاً، والاستفسار عن أفضل أصناف المزروعات التي يمكن زراعتها بحسب نوعية التربة، والكمية التي ستنتجها ومواعيد الزراعة المناسبة والطريقة الأحدث والأكثر إنتاجاً. لكن النصائح ليست مجانية، إنما بكلفة رمزية تتمثّل ببدل دولار واحد مقابل اشتراك شهري في التطبيق.
في الإطار، يستعرض زوين مزايا تطبيقه الذي يوفّر نظام الإنذار المبكر لكل مزارع، من خلال احتساب درجة الحرارة والرطوبة يومياً، ومراقبة أي تغيّر في المناخ يهدّد صحة المزروعات، فضلاً عن تذكيره بالفترات التي تكثر فيها الحشرات الضارة.
أما الميزة الثانية للتطبيق، فهي أنه يساهم في التوعية على الطريقة التي يتوجّب التعامل معها في ما يتعلّق بالأشجار المثمرة. وترتبط الميزة الثالثة بالدورة الزراعية، أي تبديل أنواع المزروعات للمحافظة على نوعية التربة، والتخفيف من احتمال تعرّضها للأمراض. والتحديث الرابع الذي سيعمل عليه التطبيق، هو ترقّب المشاكل التي تعاني منها كل نبتة وكشفها، وتقديم الحلول الأقل ضرراً عن طريق تصوير المزروعات المتضررة، أو الحشرات الموجودة على النباتات.
وفيما يُقرّ مؤسسو تطبيق «إزرع +» بأنه لا يشكّل حلّاً متكاملاً للمزارعين في ظلّ غياب الدولة، يؤكدون أنهم يجدون فيه سبيلاً لتفعيل دور التعاونيات الزراعية القائمة: «عمليات الشراء والبيع المتوافرة في التطبيق تهدف إلى إخراج المزارعين من احتكار التجار الكبار، وإقامة تعاونية افتراضية. وهذا ما يساهم في تطوير إنتاجهم عبر إبراز قوة التفاوض لديهم، ما يسمح لهم بالخروج من وطأة الحاجة المادية»، على حدّ تعبيرهم.
من جهتها، تحدّثت المهندسة الزراعية بيرلا حايك، ومُنشئة محتوى التطبيق، عن المعوّقات التي واجهتهم أثناء العمل، في ما يتعلّق بصعوبة التواصل مع المصادر الموثوقة في هذا القطاع. وهي تؤكد: «الدراسات الموجودة في لبنان وإصدارات وزارة الزراعة غير كافية للاستناد عليها، وهذا ما يفسّر اعتبار هذا القطاع غير مشجّع للاستثمار فيه لدى أكثرية اللبنانيين. إلا أن حماس الناس والأصداء الإيجابية التي حصلنا عليها من المشاركين على (فايسبوك)، كانا الدافع الأساسي كي نستمر في العمل عليه».