في ظل حملة التشويه الإعلامي التي قامت بها جهات إعلامية بقصد الإساءة الى مشروع طفيل الحديثة، يتبين من خلال زيارة ميدانية الى ارض الواقع حجم التلفيق والاخبار المفبركة، وسرعان ما تظهر الامور على حقائقها، ففي تلك المنطقة المنسية من قبل الدولة على مدى عقود من الزمن، يشكل مشروع طفيل بارقة امل في الزمن الصعب على مختلف الأصعدة، حيث يتم العمل من خلال آليات حديثة ومستوردة من الخارج، على تحويل مساحات شاسعة تضم آلاف الامتار، من اراض جرداء الى مناطق زراعية خصبة بمختلف انواع الزراعات والاشجار المثمرة، والتي تم استيراد بعض انواعها من تركيا، في بساتين مقسمة بشكل هندسي وعلمي دقيق، بينما تنتشر الاشجار التجميلية على جانبي الطرقات التي يتم العمل على تنفيذها داخل مشروع طفيل بهدف ربط مختلف اقسام المشروع ببعضها البعض، وفق خطة هندسية احترافية، كما ستلعب المناطق المشجرة دورا في تعديل المناخ ليصبح رطبا بفضل الغطاء النباتي والاشجار، والتي يتم العمل على غرسها بمساحات كبيرة داخل المشروع.
كذلك يوفر مشروع طفيل مئات فرص العمل حاليا لابناء المنطقة وجوارها من الجانب السوري، ومع استكمال باقي المخطط يصبح المشروع قادرا على استيعاب الاف فرص العمل في مختلف المجالات لا سيما الزراعية واعمال البناء وغيرها.
وعلى صعيد المخطط التوجيهي يتضمن مشروع الطفيل اقامة محطة لتكرير المياه وجعلها صالحة للشرب، بالاضافة الى اقامة الآبار والخزانات لتجميع المياه واستخدامها لري المساحات الزراعية الشاسعة.
ويتضمن المشروع اقامة معمل للباطون حيث يمكن الاستفادة من طبيعة المنطقة الصخرية ومكانها البعيد عن الكثافة السكانية بهدف التقليل من حجم التلوث.
لا شك ان مشروع طفيل الحديثة يشكل نموذجا يحتذى به من اجل العمل للاستفادة من المساحات الواسعة في المناطق اللبنانية النائية، وتحويلها من مساحات جرداء الى اراض زراعية خضراء بمختلف انواع المزروعات، ما يساهم في دعم الانتاج الزراعي من جهة وخلق فرص عمل من جهة اخرى، بالاضافة الى الحفاظ على مناخ لبنان المعتدل، فعلى أمل ان نرى تجربة مشروع طفيل تتكرر في مناطق لبنانية اخرى.