يواجه المواطن إعصار الغلاء، هذه المرّة من بوابة الخضار التي أصبحت كالبورصة، كلّ يوم بسعر مختلف وِفق سعر السوق الموازية للدولار. “متل النار الاسعار”، عبارة ترافق المواطن في محال الخضار حيث أرخص كيلو بـ5000 ليرة، وهي مرجّحة للارتفاع أكثر على ابواب شهر رمضان، ومعها يزداد توتر المواطن كيف سيؤمّن حاجيات الشهر الفضيل. غير أنّ تلك المعادلة تسقط عند بيّ الفقراء، حيث الرخص يتحدّث في زمن الغلاء، اذ يضرب الجوني مجدّداً بإعصار الرخص، ثبّت سعر الكيلو بـ2500 ليرة لكلّ صنف من الخضار، من البندورة الى الخيار والتفاح وغيرها، غير آبه ببورصة الغلاء خارجاً، يلعب على وتر “القليل أفضل من الجشع”
وفي الوقت الذي يحسب المواطن ألف حساب لصحن الفتوش الذي تبلغ تكلفته بحدود الـ15 ألف ليرة، فإنه وِفق اسعار الجوني، تصل تكلفة جاط الفتوش الى 8000 ليرة لبنانية وهو يريح الناس قليلاً، “أقلّه سيبقى لنا الحظ في اكل صحن الفتوش في شهر رمضان”، تقول وفيقة، مردفة: “حتى صحن المجدرة أكلة الفقراء بات اعداده صعباً، فالعدس تجاوز سعره الـ12 الف ليرة والبصل تخطى الـ5000 أما الزيت فحدّث ولا حرج”، لافتة الى أنّ المونة البيتية التي نعدّها في فترة الصيف باتت سندنا هذه الايام الى جانب سندنا من الجوني في تأمين الخضار بأرخص الأسعار”.
مجدّداً وضع الجوني “بي الفقير” قانوناً خاصاً للبيع، ثبّت سعر الكيلو على الـ2500 ليرة ضارباً بعرض الحائط بورصة ارتفاع اسعار الخضار والفاكهة التي باتت حقّاً حصرياً لميسوري الحال. غير أن سمير الجوني الرجل الخمسيني قلب المعادلة، حافظ على نظام بيعه من دون زيادة او نقصان، رفض رفع الاسعار، واضعاً التجار امام محكمة المواطن وسط سيطرة سؤال: كيف للجوني أن يبيع بالرخص وببضاعة باب أول فيما باقي التجار يرفعون الأسعار، ويضعونها وفق سعر دولار السوق السوداء؟
في حسابات الجوني الخضار والفاكهة للجميع، وضع هامش ربح قليل، واستمر بالبيع بسعر رخيص ما دفع بالناس لقصده، فهل يحافظ على هذا السعر في شهر رمضان ويقدّم عِبرة للدولة بعيداً من الهدر والفساد؟