نعى رئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي محمود العبد الله الإعلامي والباحث المتخصّص في القضايا الصينية والعلاقات العربية – الصينية محمود ريا. وقال علي العبد الله: “لقد خسرنا رائدا من رواد العلاقات اللبنانية والعربية مع الصين، لطالما كتب الراحل محمود ريا مقالات وأبحاث حول الصين وعلاقاتها مع المنطقة في مختلف وسائل الإعلام ومن بينها موقع الصين بعيون عربية الذي أسّسه منذ سنوات وحوّله إلى منصة مرجعية حول الصين. لقد تعرّف الراحل على الصين من خلال أبحاثه المتواصلة واتقانه اللغة الصينية. ومن خلال اطلاعه على الفكر والفلسفة والاقتصاد الصيني، تمكن من تعريف العالم العربي على عدد كبير من التوجهات والقضايا الصينية”.
وقال: “لقد مضى على علاقتنا بالمرحوم ريا نحو عقد من الزمن، وتعرّفنا خلال هذه الفترة عليه، فوجدنا فيه الانسان الخلوق والكاتب الصحافي المُحترف، المؤمن بقضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني. وفي لقائنا الأخير معه منذ أيام خلال افطار أقمناه على شرف الإعلاميين في صيدا وكأنه أتى ليودعنا ، اتفقنا على لقاء آخر لمناقشة مجموعة من القضايا، إضافة إلى مشاريع جديدة، لكن الرحيل كان في انتظارنا”.
وأضاف العبد الله: “لطالما بذل الراحل جهودا لتعزيز العلاقات مع الصين، وكان مؤمنا بأهمية تعزيز كافة أنواع النشاطات التي تجمع لبنان والعالم العربي بالصين. ومواقفه الداعمة للصين في مختلف المجالات كانت واضحة وثابتة دوما. وفي آخر المقالات التي نشرها، شدّد على أهمية الموقف الصيني من الأزمة في أوكرانيا، واعتبر أن الصين هي طرف داعم بشكل دائم للحوار والتفاوض، وفي ذات الوقت ترفض الصين سياسة العقوبات الغربية التي تم فرضها على روسيا. كما أنه عبّر في أكثر من مقال عن أهمية الاقتصاد الصيني باعتباره قاطرة للنمو الاقتصادي العالمي. وسبق أن نظّم الراحل لقاءات خاصة بنادي قراء مجلة الصين العربية في لبنان”.
وتابع قائلا: “لقد كان الراحل صحافيا وباحثا متابعا لكل القضايا التي تهم لبنان والمنطقة، وشكل مرجعا موثوقا ومحترما في مختلف القضايا التي كان يتابعها. وكان لنا في تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني وفي مجموعة أماكو نشاطات مشتركة معه، ولطالما قدم لنا الدعم الإعلامي وتابع نشاطاتنا خصوصا وأنها كانت تركز على مواضيع مشتركة تسلّط الضوء على القضايا التي يتابعها باستمرار. لقد كان صديقا للتجمّع، ولطالما عبّر عن مدى احترامه وتقديره للنشاطات التي كان يقوم بها”.
وأضاف: “لقد سعينا مع الصديق الراحل محمود ريا إلى لتطوير العلاقات العربية الصينية واللبنانية الصينية، إيمانا” منا بالصداقة التي تجمع الصين بالمنطقة. وكان لدينا موقفا مشتركا حول أهمية تنمية العلاقات بين الصين ولبنان، خصوصا من خلال الانخراط في مشروع الحزام والطريق، وكان لدينا نظرة مشتركة حول الأهمية الاستراتيجية لهذه المبادرة التي تمتلك أبعادا اقتصادية وجيو-استراتيجية وثقافية وسياسية واجتماعية وحضارية”.
وختم العبد الله قائلا: “لقد خسرنا أخا وصديقا وقامة مُحترمة، ورجل فكر وأخلاق مخلص لقضايا أمتنا العربية، وعلى رأسها قضية فلسطين. رحم الله محمود ريا الذي غادرنا وهو في عزّ العطاء. أتوجّه بالتعزية إلى عائلته وكل أصدقائه والمحبين”.