عمّقت بيانات وزارة الزراعة الهندية بشأن تقلص إنتاج الأرز في البلاد صدمة الأسواق العالمية للغذاء، والتي لم تستفق بعد من صدمة إعلان نيودلهي في وقت سابق من هذا الشهر عن تقييد صادراتها من هذه الحبوب.
وأفاد بيان لوزارة الزراعة بأن إنتاج الأرز المزروع خلال فترة الأمطار الموسمية في الهند، أكبر مصدر للأرز في العالم، سيتراجع بنسبة 6.1 في المئة على أساس سنوي إلى قرابة 105 ملايين طن في الموسم المقبل.
وأشارت إلى أن إجمالي مساحة زراعة الأرز تقلصت بواقع 12 في المئة حتى الآن هذا العام نتيجة قلة الأمطار في مناطق النمو الرئيسية للمزروعات.
ويقول خبراء إن هذا الوضع يثير مخاوف من أن أكبر مصدر للأرز قد يحد من الصادرات بشكل أكبر بعد تقييد مبيعاته إلى جانب كل من القمح والسكر لحماية الأمن الغذائي بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا.
ولكن البيانات الأولية لوزارة الزراعة ترجح أن يرتفع إنتاج قصب السكر بشكل قياسي إلى أكثر من 465 مليون طن في الموسم الجديد، مقارنة بنحو 431.8 مليون طن في الموسم السابق له.
كما رجحت أن يرتفع إنتاج الذرة إلى رقم قياسي يبلغ 23.1 مليون طن مقابل 22.6 مليون طن في العام الماضي.
ومن المتوقع أن يسجل إجمالي إنتاج الحبوب الغذائية بشكل عام في البلاد 149.9 مليون طن مقابل أكثر من 156 مليون طن تم إنتاجها في موسم العام الماضي.
ويأتي تداعي محصول الأرز الهندي في وقت يضر فيه ارتفاع أسعار الغذاء بالاقتصادات في مختلف أنحاء العالم وخاصة الضعيفة منها، ما سيؤثر على مليارات الأشخاص الذين يعتمدون على هذه السلعة الرئيسة.
وتؤكد التقارير الدولية الصادرة عن العديد من المؤسسات والمنظمات المعنية بالغذاء أن الهند تسهم لوحدها بنحو 40 في المئة من التجارة العالمية للأرز.
وفي وقت سابق من هذا الشهر فاجأت الهند الأسواق العالمية بمنع تصدير أصناف من الأرز إلا بشروط تتعلق بدفع رسوم إضافية على كل شحنة، بهدف تهدئة الأسعار محليا.
وحظرت الحكومة صادرات الأرز المكسور وفرضت رسوما بنسبة 20 في المئة على الصادرات من مختلف الأنواع الأخرى الخميس الماضي.
وتُطبق هذه القيود على ما يقرب من 60 في المئة من إجمالي صادرات الأرز في الهند، وفقا لحسابات وكالة بلومبرغ.
وتشمل القيود المفروضة على أصناف الأرز البني غير المطحون والمقشر، وكذلك الأرز شبه المطحون والمطحون بالكامل أو الأرز الأبيض، لكن تم إعفاء الأرز المسلوق والبسمتي من الرسوم الجديدة.
والأرز ثالث سلعة زراعية رئيسية في الهند تشهد قيودا على تجارتها خارجيا هذا العام بعد أن قلّصت الحكومة بالفعل صادرات القمح والسكر، ما أدّى إلى تعزيز موجة الحمائية الغذائية التي ساهمت بدورها في اشتداد الفوضى في أسواق الغذاء العالمية.
وتشحن الهند حوالي مليوني طن من الأرز شهريا، بكميات كبيرة يتم تحميلها من الموانئ الشرقية مثل كاكينادا وفيساخاباتنام في ولاية أندرا براديش.
وتصدر الهند الأرز إلى أكثر من 150 دولة، وأي تخفيض في الشحنات سيزيد من الضغط التصاعدي على أسعار المواد الغذائية، التي ترتفع بالفعل بسبب الجفاف وموجات الحر والحرب في أوكرانيا.
وتعتبر هذه المادة الغذاء الأساسي لحوالي نصف سكان كوكب الأرض، حيث تنتج آسيا وتستهلك 90 في المئة من الإمدادات العالمية.
وقفزت الأسعار هذا العام بفضل زيادة الطلب على الصادرات. وتُعدّ الصين من بين كبار المشترين إذ تستخدم الأرز في علف الماشية، فضلا عن بعض الدول الأفريقية التي تستورد الأرز للغذاء. وهو يمثل ما يقرب من 20 في المئة من شحنات الهند إلى الخارج.