باتت تمضية العطل الصيفية خارج لبنان أمراً شائعاً بين اللبنانيين، فمنذ 15 سنة تقريباً، تزداد سنوياً اعداد المسافرين اللبنانيين الى البلدان المجاورة وبعض الدول الأوروبية ولا يحتاج الفرد الى اكثر من 400$ للاستمتاع بـ6 أيام على الشواطئ الساحرة. السياحة هدف أول، ويليه “الشوبينغ” والإستثمار العقاري، وزرع الشعر لم لا؟ وحديثاً درجت عادة الزواج المدني كما الكنسي خارج لبنان وجارتنا قبرص تتمنى للمتزوجين زواجاً ميموناً!
افتُتح موسم الحجوزات باكراً لتمضية الإجازات خارج لبنان، فبينما كان يُستهل بأول آذار بدأ هذه السنة في كانون الثاني، مع ارتفاع رغبة اللبنانيين بتمضية العطلة الصيفية والاستمتاع بوقتهم خارج بلدهم بأسعار مقبولة. فمنذ أكثر من 5 سنوات، شكلت البلدان المجاورة كتركيا وقبرص ومصر عنصر جذب للبنانيين، حتى لذوي الدخل المحدود، إذ أنّ بعض شركات السياحة تقدم عروضاً مغرية وأسعاراً “بالأرض، وبعضها الآخر يحاول الايقاع “بالزبون” عبر إعلانه عن أسعارمخفضة ليكتشف أنها سعر تذكرة “روحة بلا رجعة” . في المقابل فإن 320 دولاراً كافية لتسافر وتقيم في فندق لمدة تتراوح بين 5 أيام وأسبوع، وينقلك باص من وإلى المطار والفطور على حساب الفندق… فمن لا يسيل لعابه أمام عرض كهذا؟ بكبسة زر تحجز “Online”، وتختار ما يناسب مخططاتك الصيفية. وإمكانات التقسيط متاحة في معظم مكاتب السفر والسياحة الكبرى في لبنان لاجتذاب أكبر عدد من الراغبين بالسفر والهاربين، ولو لأيام، من ضغوطات الحياة اليومية، ويقول أحد مسؤولي مكاتب السفر إنّ “البعض يستدين لتأمين تكاليف سفرته”.
عادةً يختار الميسورون الدول الأوروبية كمقصد للإستجمام. في أعياد الميلاد والفصح والفطر يسافرون. في شهري تموز وآب يسافرون. عندما يكون الموسم في ذروته وبطاقات السفر تكوي الجيوب يسافرون.فيما العدد الاكبر من السياح اللبنانيين، وبشكل خاص الشباب، لا يستطيع تحمل التكاليف المرتفعة، فيبحث عن الاسعار التي تناسب مدخوله. يحجز محدودو الدخل رحلاتهم قبل اشهر عدّة من موعد سفرهم للإفادة من الاسعار المتدنية، يختارون فنادق 3 نجوم، وحديثاً وجد كثيرون، وبخاصة من يسافرون كعائلات، أنّ استئجار “الفيلل” لأسبوع أو لأكثر أقل كلفة من الإقامة في الفنادق.
الى تركيا طرّ
وتُعتبر تركيا الوجهة السياحية الأولى المفضلة لدى غالبية اللبنانيين وقد حافظت على تقدمها منذ عشرة أعوام تقريباً، وذلك بعدما سمحت لهم السلطات التركية، في 2010، بدخول أراضيها من دون تأشيرة، ما رفع وتيرة توافدهم اليها بشكل ملحوظ. وفي العام 2018 زار تركيا أكثر من مليون لبناني من شهر كانون الثاني حتى آب. ويبدو أنّ الصيف التركي واعد جدّاً، إذ تقلع حوالي 14 طائرة من مطار رفيق الحريري الدولي الى تركيا، كل ويك ـ أند ولا يقتصر السفر إلى المدن التركية على فصل أو موسم، ولاسيما اسطنبول، المدينة التي فاقت شهرتها العاصمة أنقرة، وشكلت مصدر جذب للبنانيين، لتميزها بأسواقها ومنتجاته، إضافةً الى معالمها التاريخية والثقافية، مثل جامع “آيا صوفيا” الذي يُعتبر من بين أهم المعالم السياحية في المدينة، و”جامع السلطان أحمد” المعروف باسم الجامع الأزرق، وقصر دولما باهتشة، وجسر غالاتا، ومتحف إسطنبول للفن الحديث، والبازار الكبير المعروف الذي يُعتبر أساساً لوجهة المتسوقين.
وهذا الصيف شكّلت مارماريس الـ”Booming”، تليها بودروم وانطاليا، حيث يقصدها اللبنانيون للتمتع بشواطئها الخلابة وممارسة النشاطات البحرية بأسعار ممتازة ما دفع أحد المكاتب الى تنظيم رحلات يومية اليها.
من بيروت الى مارماريس
هذا نموذج من كلفة “السفرة” إلى مارماريس من خلال الحجز أونلاين لمدة 6 أيام وخمس ليال في شهر تموز، بـ 360$ ندفع ثمن التذكرة والتأمين، والحجز في فندق 3 نجوم(مع فطور)، والتنقلات من والى المطار. وبعد الوصول الى مارماريس، يمكن للسائح الحصول على عرض كلفته 125$ يتضمن 5 نشاطات: سفاري بسيارة “Buggy”، سفاري بـ “Jeep”(مع وجبة غداء)، تمضية يوم في ملهى مائي (waterpark) ، تمضية يوم على احد القوارب (غداء وشرب مفتوح على مصاريعه)، حمام تركي والتزلج الهوائي (parasailing) .
في عملية حسابية بسيطة، يحتاج اللبناني 485$ لتمضية عطلته في مارماريس.
من تركيا الى جبيل
إذا اراد السائح التركي تمضية المدّة نفسها، أي 6 أيام في ربوع “جبيل”، للتمتع بجمال مدينة الحرف وبشاطئها وأسواقها ومطاعمها، يتبين أنه بحاجة إلى:
862 دولاراً تكلفة تذكرة سفر والتأمين، والمواصلات من والى المطار، وحجز في فندق 3 نجوم (مع فطور).
أمّا بالنسبة لممارسة 5 نشاطات في لبنان فيحتاج الى مبلغ 443$ لـ: استئجار “Atv” لمدة 7 ساعات (150$)، تمضية يوم في ملهى مائي (23$)، تمضية يوم على احد القوارب (100$) الغوص في البحرDiving” (50$)”، التزلج الهوائي parasailing” (120$)”. وبذلك، يتوجب رصد مبلغ 1275$ للسياحة في مدينة من مدن بلاد الارز، بالاضافة الى مصروفه الخاص، وبالتالي تكون كلفة زيارة التركي إلى لبنان ضعف ما يدفعه السائح اللبناني في تركيا.
بعد تركيا، مصر هي البلد الثاني الذي سيزوره اللبنانيون في الصيف، وتحديداً “شرم الشيخ” التي لا يحتاج المسافر اللبناني الى “فيزا” لزيارتها، وفي رصد لحركة الطائرات المغادرة في مطار رفيق الحريري الدولي، تقلع 8 طائرات تقريباً في كل “ويك ـ أند” باتجاه مصر. ولا يتوجب على السائح اللبناني دفع سوى 277$، يتوزع 237$ منه لتذكرة السفر والتأمين والاقامة 6 أيام في فندق 3 نجوم، وتأمين النقل من والى المطار. أمّا مبلغ 40$ فيكفي لممارسة 5 نشاطات في “الشرم” وهي: سفاري بسيارة “Buggy”، تمضية يوم على احد القوارب (مع وجبة غداء)، التزلج الهوائي “parasailing”، تمضية يوم في ملهى مائي، والمشاركة في سهرة من سهرات الف ليلة وليلة.
أفراح وليالٍ ملاح
نصل الى قبرص، التي تراجعت عما كانت عليه سابقاً كمقصد للسياح اللبنانيين بعدما كانت في أعوام الحرب “مربط خيلهم” فحلّت في المرتبة الثالثة، وتقصد فئة الشباب “آيا نابا” للتمتع بالشواطئ والسهر، بينما تعتبر ليماسول أكثر هدوءاً وتلبي رغبات الأسر ومن بلغوا العقد الثالث. كما يقصد بعض اللبنانيين الجزيرة بهدف الإستثمار العقاري وتملّك شقة (أو أكثر)، ومن يمتلك شقة بـ200 الف يورو أو يؤسس مشروعاً برأسمال موازٍ يمكنه الحصول على إقامة لمدة خمسة أعوام، تؤهله تالياً للحصول على الجنسية القبرصية. وهذا المسار متّبع في عدد من الدول الأوروبية. وما يعوّض تراجع نسبة اللبنانيين الذين يقصدون قبرص للسياحة، يتوافد اللبنانيون الى الجزيرة، في الفترة الأخيرة، لعقد زيجات مدنية حيث أن بعض مكاتب السفر تقدّم تسهيلات لمعاملات الزواج. ويتوجه إلى قبرص شهرياً اكثر من 20 ثنائياً لبنانياً لهذا الغرض، حتّى أنّ البعض يتوجه اليها للزواج الكنسي وللاحتفال بهذه المناسبة وذلك لانخفاض التكاليف نسبةً للبنان.
فلتقرع الأجراس في لارنكا
كلفة الزواج ومستلزماته في قبرص بوجود 50 مدعواً:
– تكاليف المراسم داخل الكنيسة: 1068$
– تكاليف تسجيل الاوراق داخل السفارة القبرصية: 150$
– تكاليف نقل الضيوف من والى الكنيسة: 236$
– تكاليف تزيين الكنيسة والمطعم بالكامل: 674$
– تكاليف باقة الزهور للعروس وإشبينتها: 78$
– تكاليف العشاء (مأكولات بحرية ومشروب مفتوح على أنواعه): 5900$
– تكاليف الموسيقى (DJ): 618$
– تكاليف التصوير(صور وفيديو): 483$
– تكلفة قالب الحلوى: 280$
– تكاليف تصفيف شعر وتبرّج العروس وإشبينتها: 202$
بعد الاطلاع على قائمة الاسعار، سَجلت تكلفة الزفاف مبلغ 9689$. يضاف اليها 550$ تكاليف تذكرة السفر وتأشيرة الدخول والتأمين، وتأمين النقل من والى الفندق، وحجز ليلتين مع فطور في فندق 5 نجوم، مطل على البحر. وبالتالي، يكون المجموع حوالى 10 آلاف دولار.
عرس لبناني بسيط بـ16 ألف دولار
أمّا في لبنان، فتوزعت أسعار حفل زفاف بسيط بحضور 50 شخصاً (أهل العريس والعروس) على الشكل الآتي:
– تكاليف طاولة “العروس” في المنزل: 500$
– تكاليف استئجار 3 سيارات: 1500$
– تكاليف تزيين الكنيسة والمطعم: 2500$
– تكاليف استئجار قاعة العشاء مع مسلتزماتها (اضواء وموسيقى):3500$
– تكاليف العشاء (مأكولات لبنانية ومشروب”Regular”): 4000$
– تكاليف التصوير (صور وفيديو): 2000$
– تكاليف تصفيف شعر وتبرّج العروس وإشبينتها:1000$
-تكاليف الزفة: 1000$
إذاً عليك أيها العريس رصد 16 ألف دولار قبل ليلة الدخلة. و”ليش ما منتجوّز بقبرص؟”